وإذا أراد الله نشر فضيلة
يوما أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طيب عرف العود
1.1.3
[1.3.1]
ولم أر في هذه الشعوبية أرسخ عداوة ولا أشد نصبا للعرب من السفلة والحشوة وأوباش النبط وأبناء أكرة القرى فأما أشراف العجم وذوو الأخطار منهم وأهل الديانة فيعرفون ما لهم وما عليهم ويرون الشرف نسبا ثابتا. وقال رجل منهم لرجل من العرب إن الشرف نسب والشريف من كل قوم نسيب الشريف من كل قوم.
[1.3.2]
وإنما لهجت السفلة منهم بذم العرب لأن منهم قوما تحلوا بحلية الأدب فجالسوا الأشراف وقوما اتسموا بميسم الكتابة فقربوا من السلطان فدخلتهم الأنفة لآدابهم والغضاضة لأقدارهم من لؤم مغارسهم وخبث عناصرهم فمنهم من ألحق نفسه بأشراف العجم واعتزى إلى ملوكهم وأساورتهم ودخل في باب فسيح لا حجاب عليه ونسب واسع لا مدافع عنه ومنهم من أقام على خساسة ينافح عن لؤمه ويدعي الشرف للعجم كلها ليكون من ذوي الشرف ويظهر بغض العرب يتنقصها ويستفرغ مجهوده في مشاتمها وإظهار مثالبها وتحريف الكلم في مناقبها وبلسانها نطق وبهممها أنف وبآدابها تسلح عليها فإن هو عرف خيرا ستره وإن ظهر حقره وإن احتمل التأويلات صرفه إلى أقبحها وإن سمع سوءا نشره وإن لم يسمعه نفر عنه وإن لم يجده تخرصه فهو كما قال القائل [بسيط]
إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا
شرا أذيع وإن لم يعلموا بهتوا
1.1.4
[1.4.1]
Página desconocida