[1.7.2]
ومنه دفعهم العرب عن قربهم بهؤلاء الأنبياء وهم بنو عمومتهم وعصبتهم لأن العرب بنو إسماعيل بن إبراهيم بإجماع الناس فهم بنو أخي إسحاق بن إبراهيم وأولى به وأحق بشرفه وأولى بموسى وعيسى وداود وسليمان وجميع الأنبياء من ولده وقال الله تعالى {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فآل إبراهيم هم ولد إسحاق وولد إسماعيل ثم قال {ذرية بعضها من بعض} فأعلمنا أن العرب وبني إسرائيل شيء واحد في النسب.
[1.7.3]
وفيما أوحى الله إلى موسى إني سأقيم لبني إسرائيل من إخوتهم مثلك أجعل كلامي على فيه يريد أنه يقيم لهم من العرب نبيا مثل موسى يعني نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وهذا علم من أعلامه وحجة من حججنا على أهل الكتاب من كتبهم. فإن قالوا في ذلك إنه يقيم لهم من بني إسرائيل نبيا مثل موسى وقالوا إن بني إسرائيل بعضهم إخوة بعض أكذبهم النظر لأنه لو أراد ذلك لقال لهم من أنفسهم ومنهم كما أن رجلا لو أراد أن يبعث رسولا من خندف لم يقل سأبعث رسولا من إخوة خندف.
[1.7.4]
فإن كان دفعهم ولد إسماعيل عن تشابك نسبهم بولد إسحاق لنزول إسماعيل الحرم ونكاحه في جرهم فإن الديار قد تتناءى والمحال قد تتباين والرجل قد ينكح في البعيد وقد يولد له من الإماء ولا تنقطع الأرحام والأنساب وإن كان إسماعيل نطق بالعربية فليس اختلاف الناس في الألسنة يخرجهم عن نسب آبائهم وإخوانهم وعشائرهم فهؤلاء أهل السريانية قد خالفوا في اللسان أهل العبرانية وهذه الروم كفرت بالله ولا شيء أقطع للعصمة من الكفر وتكلمت بالرومية ورغبت عن لسان آبائها وليس ذلك بمخرجها عن ولادة إسحاق بن إبراهيم على أن إسماعيل لم يكن أول من نطق بالعربية وإنما تعلمها وإنما أصل العربية لليمن لأنهم من ولد يعرب بن قحطان وكان يعرب أول من تكلم بالعربية حين تبلبلت الألسن ببابل وسار حتى نزل اليمن في ولده ومن تبعه من أهل بيته ثم نطق بعده ثمود بلسانه وشخص حتى نزل الحجر.
[1.7.5]
حدثني أبو حاتم قال حدثني الأصمعي قال أخبرني أبو عمرو بن العلاء قال تسع قبائل قديمة طسم وجديس وعهينة وضجم بالجيم وبالحاء وجعم والعماليق وقحطان وجرهم وثمود. وحدثني أبو حاتم قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا ابن أبي الزناد عن رجل من جرهم قال نحن بدء الخلق لا يشاركنا أحد في أنسابنا يقول من قدمنا فهؤلاء قدماء العرب الذين فتق الله ألسنتهم بهذا اللسان وكانت أنبياؤهم عربا هود وصالح وشعيب.
[1.7.6]
حدثني عبد الرحمن عن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه أنه سئل عن هود أكان أبا اليمن الذي ولدهم ؟ قال لا ولكنه أخو اليمن في التوراة فلما وقعت العصبية بين العرب وفخرت مضر بأبيها إسماعيل ادعت اليمن هودا ليكون لهم والد من الأنبياء.
Página desconocida