وقال أعرابىّ فصيح «١»:
أيا ربوة الرّبعين حيّيت ربوة ... على النّأى منّا واستهلّ بك الرعد
قضيت الغوانى غير أن مودّة ... لذلفاء ما قضّيت آخرها بعد
فإن تدعى نجدا أدعه ومن به ... وإن تسكنى نجدا فيا حبّذا نجد
فرى نائبات الدّهر بينى وبينها ... وصرف الليالى مثلما فرى البرد
إذا قيل يوم الوعد أدنى لقائنا «٢» ... فلا تعذلينى أن أقول متى الوعد؟
ولكثيّر «٣»:
وأنت التى حبّبت شغبا إلى بدا «٤» ... إلىّ وأوطانى بلاد سواهما
حللت بهذا مرّة ثم مرّة ... بهذا فطاب الواديان كلاهما
وأنشدنى الرّياشى لذى الرمّة «٥»:
إذا ما امرؤ حاولن أن يقتتلنه ... بلا إحنة بين الصدور ولا ذحل
تبسّمن عن نور الأقاحىّ فى الثرى ... وفتّرن عن أبصار مكحولة «٦» نجل
وشفّفن «٧» عن أجياد غزلان رملة ... هجان فكان القتل أو شبه القتل
وإنّا لنرضى حين نشكو بخلوة ... إليهنّ حاجات النفوس بلا بذل
وما الفقر أزرى عندهنّ بوصلنا ... ولكن جرت أخلاقهنّ على البخل
وأنشدنى الرياشىّ لذى الرّمة «٨»:
لعمرى لوجه الأرض إذا أنتم به ... أشدّ اغتباطا بالأنيس وأخصب
1 / 26