سبعون ألفًا من العطش. وبإسناده عن كعب (١) قال: يهلك ما بين حمص وثنية العقاب سبعون ألفًا من الوغا -يعني: العطش- فمن أدرك ذلك منكم فعليه بالطريق الشرقي من حمص إِلَى سربك ومن سربك إِلَى حميراء، أو من حميراء إِلَى الذخيرة ومن الذخيرة إِلَى النبك، ومن النبك إِلَى القطيفة، ومن القطيفة إِلَى دمشق، فمن أخذ هذه الطريق لم يزل في مياه متصلة. وقال نعيم (٢) حدثنا أبو المغيرة صفوان حدثنا بعض مشايخنا قال: جاء رجل نعرفه خليف للخير حسن [ننظر إِلَيْهِ] (٣) كأنه يلتمس العِلْم فَقَالَ: هل لكم علم بسوسية، قالوا: نعم. قال: وأين هي؟ قلنا: خربة نحو البحر. قال: هل فيها عين يهبط إليها بدرج وماء بارد عذب؟ قالوا: نعم. قال: فهل إِلَى جانبها حصن خرب؟ قالوا: نعم. قلنا: ومن أنت يا عبد الله؟ قال: أنا رجل من أشجع. قالوا: فما بال ما ذكرت قال: تقبل سفن الروم في البحر حتى ينزلوا قريبًا من تلك العين [فيخربون] (٤) سفنهم، فيبعث الله إليهم أهل دمشق، فيمكثون ثلاثًا يدعونهم الروم عَلَى أن يخلو لهم البلد، فيأبون عليهم فيقاتلوهم المهاجرون فيكون أول يوم القتل في الفريقين كلاهما، واليوم الثاني عَلَى العدو، والثالث يهزمهم الله، فلا يبلغ سفنهم منهم إلا أقلهم، وقد [خربوا] (٥) سفنا كثيرة، وقالوا: لا نبرح هذا البلد فيهزمهم الله وصف المسلمون يومئذ بحذاء البرج

(١) في الفتن برقم (١٣٠٤). (٢) في الفتن برقم (١٢٩٧). (٣) هكذا في الأصل، وفي "الفتن" لنعيم بن حماد: "جاءنا رجل وأنا نازل عند ختن لي بعرقة فَقَالَ: هل من منزل الليلة؟ فأنزلوه، فإذا برجل خليق للخير حين تنظر إِلَيْهِ". (٤) هكذا في الأصل، وفي الفتن "يحرقون". (٥) هكذا في الأصل، وفي الفتن لنعيم: "حرقوا".