Virtudes del Corán
فضائل القرآن لابن كثير
Editorial
مكتبة ابن تيمية
Número de edición
الطبعة الأولى
Año de publicación
١٤١٦ هـ
﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه﴾ [المائدة: ٤٨]
قال الغمام أبو جعفر بن جرير ﵀: ثنا المثنى، ثنا عبد الله بن صالح، حدثنى معاوية عن علي -يعني أبي طلحة، عن ابن عباس "في"١ قوله: ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه﴾، قال: المهيمن الأمين، قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله، وفى رواية: شهيدا عليه.
وقال سفيان الثورى وغير واحد من الأئمة، عن أبى اسحاق السبيعي، عن التميمى، عن ابن عباس: ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه﴾ قال: مؤتمنًا، وبنحو ذلك قال مجاهد والسدي وقتادة وابن جريج والحسن البصرى، وغير واحد من أئمة السلف.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال: "إذا رقب"٢ الرجل الشىء وحفظه وشهده: "قد هيمن فلان عليه"، فهو مهيمن هيمنة، وهو عليه مهيمن، وفي أسماء الله تعالى: ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾ [الحشر: ٢٣] وهو الشهيد على كل شىء، الرقيب الحفيظ بكل شيء.
وأما الحديث الذى اسنده البخارى، أنه ﵇ أقام بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرًا، فهو مما انفرد به البخاري٣ دون
_________
١ من "جـ".
٢ في "جـ": "أرقب".
٣ في "صحيحه" "٩/ ٣- فتح".
وأخرجه النسائي في "الفضائل" "رقم١" عن حسين بن محمد، وأحمد "٢٦٩٦" حدثنا حسن، يعني أبي موسى الأشيب قالَا: حدثنا شيبان، فذكره.
وهذا إسناد صحيح وقال المصنِّف في "تاريخه" "٥/ ٢٥٧": "لم يخرجه مسلم".
وأخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" "١٢٦" بإسناد صحيح إلى الحسن البصري قال: "كان يقال: أنزل القرآن على نبي الله ﷺ في ثماني سنين بمكة، وعشرًا بعدما هاجر، وكان قتادة يقول: "عشر بمكة وعشر بالمدينة".
1 / 34