وكان ولد هارون يجيئون إلى الصخرة، ويسمونها الهيكل بالعبرانية، وكانت تنزل عليهم عين زيت من السماء، فتدور في القناديل فتملؤها من غير أن تمس، وكان تنزل نار من السماء فتدور على مثال سبع على جبل طور زيتا، ثم تمتد حتى تدخل من باب الرحمة، ثم تصير على الصخرة، فيقول ولد هارون: تبارك الرحمن لا إله إلا هو. فغفلوا ذات ليلة عن الوقت الذي كانت تنزل النار فيه، فنزلت وليس هم حضورا، ثم ارتفعت النار، فجاءوا فقال الكبير للصغير: يا أخي قد كتبت الخطيئة، ليس ينجينا من بني إسرائيل إن تركنا هذا البيت الليلة بلا نور ولا سراج. فقال الصغير للكبير: تعالى حتى نأخذ من نار الدنيا فنسرج القناديل؛ لئلا يبقى هذا البيت [في] هذه الليلة بلا نور ولا سراج. فأخذا من نار الدنيا وأسرجا، فنزل عليهما النار في ذلك الوقت، فأحرقت نار السماء نار الدنيا، وأحرقت ولدي هارون، فناجى نبي ذلك الزمان فقال: يا رب، أحرقت ولدي هارون وقد علمت مكانهما. فأوحى الله تعالى إليه: هكذا أفعل بأوليائي إذا عصوني، فكيف بأعدائي.
8 - باب الدعاء الذي دعا به سليمان -عليه السلام- لما انغلقت
أبواب المسجد حتى فتحها الله تعالى له
أخبرنا أبو مسلم، قال: ثنا عمر، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الوليد، قال: ثنا المسيب بن واضح، أخبرنا ابن المبارك، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب أنه قال: إن سليمان -عليه السلام- لما بنى مسجد بيت المقدس وفرغ منه تغلقت أبوابه، فعالجها سليمان أن يفتحها، فلم تنفتح حتى قال في دعائه: بصلوات أبي داود إلا انفتحت الأبواب. فتفتحت، قال: ففرغ له سليمان عشرة آلاف من قراء بني إسرائيل، خمسة آلاف بالليل، وخمسة آلاف بالنهار، لا يأتي ساعة من ليل ولا نهار إلا والله عز وجل يعبد فيه.
Página 28