216

Virtudes de Jerusalén

فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

Géneros

قال: فخرج وخرجت معه، قال: فجعل لا يزداد ارتفاعا في الأرض إلا ازداد معرفة وكرامة حتى أتى الموصل، فأتى جبلا من جبال الموصل، فإذا رهبان سبعة كل واحد منهم في غار يتعبد فيه، يصوم ستة أيام ولياليهن، فإذا كان يوم السابع اجتمعوا فأكلوا وشربوا وتحدثوا، قال: فقلت لصاحبي: اتركني عند هؤلاء إن شئت، قال: فمضى، قال: فقالوا لي: يا غلام إنك لا تطيق ما نطيق. قال: فوضعوا لي طعاما، وقالوا: إذا جعت فكل، وإذا عطشت فاشرب. قال: ثم تفرقوا في مغائرهم، قال: فلم أرهم ستة أيام ولياليها، قال: فعزمت عزما شديدا، فلما كان في اليوم السابع اجتمعوا فأكلوا وشربوا وتحدثوا، قال: وكان فيما ذكروا يومئذ: أنه يبعث نبي في العرب من علامته: أنه لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية.

قال: ثم إن رجلا منهم قال: إني متوجه إلى بيت المقدس، قال: فكرهوا ذلك واشتد عليهم، فكان ملك من الملوك بالشام يقتل الناس، قال: فأبى عليهم إلا أن ينطلق، قال: فقلت له: إني أجيء معك. قال: فانطلقت معه، فلما انتهى إلى بيت المقدس فإذا على باب المسجد رجل مقعد، قال: يا عبد الله تصدق علي. قال: فلم يكن معي شيء أعطيه، قال: فدخل المسجد فصلى فيه ثلاثة أيام ولياليها لا ينصرف، ثم إنه انصرف فخط خطا وقال: إذا رأيت هذا الظل قد بلغ هذا الخط فأيقظني. فوضع رأسه فنام، قال: ورثيت له من] طول ما سهر، فلم أوقظه حتى جاوز الخط، فاستيقظ وقال: ألم أقل لك إذا بلغ الظل الخط فأيقظني. قال: قلت: بلى، ولكن رثيت لك من طول ما سهرت. قال: ويحك، إنني أستحيي من الله أن تمر ساعة من ليل أو نهار لا أذكره فيها. قال: ثم قام فخرج، فقال له ذلك المقعد: أنت رجل صالح، دخلت فلم تتصدق علي. قال: فنظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا، قال: أعطني يدك. قال: فقال: قم بإذن الله. قال: فقام وليس به قلبة، قال سلمان: فشغلني النظر والعجب منه.

Página 240