وأما عمل الصحابة: فقد وقع بينهم ﵃ الاختلاف، ولكن لم يحصل به التفرق ولا العداوة ولا البغضاء، فقد حصل الخلاف بينهم في عهد رسول الله ﷺ ورسول الله بين أظهرهم فمن ذلك أن النبي ﷺ لما فرغ من غزوة الأحزاب، وجاءه جبريل يأمره أن يخرج إلى بني قريظة لنقضهم العهد قال النبي ﷺ: "لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة" (١) فنقول سمعنا وأطعنا.
ومنهم من قال: نصلي في الوقت لأن رسول الله ﷺ أراد بذلك المبادرة والإسراع إلى الخروج ولم يرد تأخير الصلاة فبلغ ذلك النبي ﷺ فلم يعنف أحدًا منهم ولم يوبخه على ما فهم، وهم بأنفسهم ﵃ لم يتفرقوا من أجل أختلاف الرأي في فهم حديث رسول الله ﷺ.