Explanation of the Three Fundamental Principles
شرح الأصول الثلاثة
Editorial
سلسلة منشورات مؤسسة شبكة نور الإسلام
Géneros
واستدل الشيخ بالآية والحديث على أن الدعاء من العبادة؛ لأنه تعالى قال في نفس الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى﴾، والحديث الثابت لفظه عن النبي ﷺ: "الدعاء هو العبادة " (١).
وقسَّم العلماء الدعاء إلى قسمين (٢):
١. دعاء المسألة، هو الطلب الصريح؛ كقول العبد: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم اهدني، وكما في قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
٢. ودعاء عبادة، وهي: سائر العبادات.
فالصلاة دعاء، والصيام دعاء، والحج دعاء، والذكر كله دعاء، أي: دعاء عبادة، وسميت العبادة دعاء؛ لأن العبد طالب للثواب.
قال: (ودليل الخوف قوله تعالى: ﴿فَلاَ تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:١٧٥]) فأمر الله بالخوف منه، وخوف الله من أجَلِّ أحوال القلوب وأفضلها؛ لأنه يمنع صاحبه من الإقدام على معصية الله.
وفي معنى الخوف: الخشية والرهبة فمعانيها متقاربة، وكلها جاء ذكرها في القرآن، قال تعالى: ﴿فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ﴾، وقال تعالى: ﴿فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِئَايَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون:٥٧، ٥٨]، وقال تعالى: ﴿فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ [النحل:٥١]، والآيات في ذكر الخوف كثيرة.
والخوف من الخلق أنواع: منه ما هو شرك، كالخوف من الأوثان والأموات واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، وأنهم يؤثرون بالنفع والضر.
(١) رواه أبو داود (١٤٧٩)، وصححه الترمذي (٢٩٦٩) وابن حبان (٨٩٠) من حديث النعمان بن بشير ﵄. (٢) مجموع الفتاوى: (١٠/ ٢٥٨)، وجِلاء الأفهام ص ١٦٠.
1 / 21