شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
49

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Editorial

دار الثريا للنشر

Número de edición

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

Año de publicación

٢٠٠٤م

Géneros

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ الرحمة، فالشمس آية من آيات الله ﷿ لكونها تسير سيرًا منتظمًا بديعًا منذ خلقها الله ﷿ وإلى أن يأذن الله تعالى بخراب العالم، فهي تسير لمستقر لها كما قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [سورة يس، الآية: ٣٨] وهي من آيات الله تعالى بحجمها واثارها، أما حجمها فعظيم كبير، وأما اثارها فما يحصل منها من المنافع للأجسام والأشجار والأنهار، والبحار وغير ذلك، فإذا نظرنا إلى الشمس هذه الآية العظيمة ما مدى البعد الذي بيننا وبينها مع ذلك فإننا نجد حرارتها هذه الحرارة العظيمة، ثم أنظر ماذا يحدث فيها من الإضاءة العظيمة التي يحصل بها توفير أموال كثيرة على الناس فإن الناس في النهار يستغنون عن كل إضاءة ويحصل بها مصلحة كبيرة للناس من توفير أموالهم ويعد هذا من الآيات التي لا ندرك إلا اليسير منها. كذلك القمر من آيات الله ﷿ حيث قدره منازل لكل ليلة منزلة ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ [سورة يس، الآية: ٣٩] فهو يبدو صغيرًا ثم يكبر رويدًا حتى يكمل ثم يعود إلى النقص، وهو يشبه الإنسان حيث أنه يخلق من ضعف ثم لا يزال يترقى من قوة إلى قوة حتى يعود إلى الضعف مرة أخرى فتبارك الله أحسن الخالقين.

1 / 48