شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
Editorial
دار الثريا للنشر
Número de edición
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
Año de publicación
٢٠٠٤م
Géneros
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
بعد موتها، قادر على إحياء الموتى. قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة فصلت، الآية: ٣٩] وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾ [سورة ق، الآيات: ٩-١١] .
الرد على من أنكر البعث بالشرع والحس والعقل
...
وقد ضل قوم من أهل الزيغ فأنكروا عذاب القبر، ونعيمه، زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفة الواقع، قالوا فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق.
وهذا الزعم باطل بالشرع، والحس، والعقل:
أما الشرع: فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر، ونعيمه في فقرة (ب) مما يلتحق بالإيمان باليوم الآخر. (١)
وفي صحيح البخاري – من حديث – ابن عباس ﵄ قال: "خرج النبي ﷺ من بعض حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما" (٢) وذكر الحديث، وفيه: "أن أحدهما كان لا يستتر من البول" وفي –رواية – " من (بوله) وأن الآخر كان يمشي بالنميمة".
وأما الحس: فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعم
ــ
(١) أنظر: ص ١٠٣
(٢) رواه البخاري، كتاب الوضوء باب: من الكبائر أن لا يستبرأ من بوله. ومسلم، كتاب الطهارة باب: الدليل على نجاسة البول ووجوب الإستبراء منه.
1 / 108