76

Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

Editorial

دار ابن الجوزي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Géneros

قال الناظمُ ﵀: ٣٧. أَعْني ابنَ عَفَّانَ الشَّهِيدَ وَمَنْ دُعِي ... في النَّاسِ «ذَا النُّورَينِ» صِهْرَ مُحَمَّد هذا زيادةُ توضيحٍ، وإلا فقد وَضَحَ بما ذُكِرَ من صفاتِه ﵁. قوله: «أَعْني ابنَ عَفَّانَ الشَّهِيدَ» الذي قتله البُغَاة الطُّغَاة، قتلوه وهو يتلو كتاب الله، بعد ما حاصروه في داره أيامًا، ومنع ﵁ الصحابةَ من الدِّفَاع عنه؛ لأنَّه لا يريدُ أن يُسفكَ في سبيله دمُ مسلمٍ، فما زال به رءوسُ الفتنةِ حتى اقتحموا عليه داره فقتلوه. وقد أشار النبيُّ ﷺ إلى هذا في الحديث الصحيح لما قال لأبي موسى ﵁: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه»، فلما أبلغه أبو موسى بقول رسول الله ﷺ من البشارة مع البلوى، قال: «الله المستعان» (١). وقوله: «وَمَنْ دُعِي في النَّاسِ: ذَا النُّورَينِ» هذا لقبٌ مشهورٌ لعثمان ﵁، ويَرِدُ على لسانِ كثيرٍ من أهلِ العلم والمؤرخين، فهو معروفٌ بـ «ذي النُّورَين»، وقيل: إنه لُقِّبَ بهذا لزواجه من ابنتين من بنات النبي ﷺ. وهذا اللَّقب ليس مأثورًا عن النبيِّ ﷺ، ولا عن أحدٍ من الصحابة ﵃، لكنَّه مما عُرِفَ به عند كثيرٍ من المؤرِّخين وأهلِ العلمِ، واشتَهَرَ إطلاقُه عليه.

(١) متفقٌ عليه من حديث أبي موسى الأشعري ﵁، أخرجه البخاري في مواضع، ومنها: (٥/ ٢٢٩٥ رقم ٥٨٦٢) و(٣/ ١٣٥٠ رقم ٣٤٩٠)، ومسلم (٤/ ١٨٦٨ رقم ٢٤٠٣).

1 / 109