شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة - محمد حسن عبد الغفار

Muhammad Hassan Abdul Ghafar d. Unknown
84

شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة - محمد حسن عبد الغفار

شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة - محمد حسن عبد الغفار

Géneros

إثبات صفة الوجه لله تعالى قال الله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٧]، إذا جاء البدعي فقال: الوجه هنا عبر به عن الذات قلنا: كيف؟ قال: قال الله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٦ - ٢٧]، فهل يبقى الوجه من الله فقط؟ لا، بل يبقى الذات، قالوا: إذًا: الوجه هنا معناه الذات، لا نثبت وجهًا بل نثبت ذاتًا لله جل وعلا. قلنا: نحن نثبت لله وجهًا يليق بجلاله، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا﴾ [الإنسان:٩]. وقال النبي ﷺ: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك). وإذا قلنا إن قوله: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٦ - ٢٧] المراد به الذات تنزلًا معكم فنقول: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٧]، الله جل وعلا يبقى بذاته سبحانه فنقول: عبر بالوجه وأراد الذات مع إثبات الوجه له سبحانه، فهذا الذي نفترق عنهم فيه، لكن نتفق معهم: أن الله جل وعلا عبر عن ذاته بالوجه، فأنت إذا قلت: بما كسبت يداك معناه في لغة العرب معروف أي: بما اكتسبت أنت بنفسك، فنحن نثبت صفة الوجه، ومع إثبات صفة الوجه نثبت الذات، ونقول: إذا عبر عن الذات بالوجه فنحن نقر بإثبات الوجه لله.

10 / 5