شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

Saleh Al-Sheikh d. Unknown
90

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

Géneros

[المسألة الأولى]: أنَّ قوله ﷿ ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب:٤٠]، بكسر التاء، هو فاعل من خَتَم، خَتَمَ الشيء يختِمه فهو خاتِم له؛ يعني جاء آخرًا فخَتَمَهُ فهو الآخر منهم. وهذا دلّ عليه قوله ﷺ (وأنا العاقب) (١) يعني الذي لا نبي بعده، وأما قوله ﷿ ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بالفتح ففسره العلماء على أوجه منها: - أنَّ الخاتَم في هذا ﴿خَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ أنه كالطَّابَعِ على مسألة النبوة، والطَّابَعْ على الشيء يأتي آخر ما يأتي، فالذي يُرْسٍلْ الرسالة يجعل الخاتَم آخر شيء، فتكون دلالة ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ دالة على أنه هو الآخر؛ لأنَّ الخاتم إنما يأتي آخره. - وفيه أيضا أنَّ الخاتم هو زَيْنُ الشيء وما يُتَزَيَنُ به، فهو البارز حلية وزينة وفضلا. وهذا الوجه ذكره الشوكاني وغيره. فدلّ هذا على أنَّ القراءتين ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ﴾، والقراءة الأخرى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ أنَّ دلالتهما على ختم النبوة واحدًا، وأنَّ قراءة ﴿وَخَاتَمَ﴾ تزيد على القراءة الأخرى بزيادة معنى وفضل دِلالة.

(١) البخاري (٣٥٣٢) / مسلم (٦٢٥١)

1 / 90