157

شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح

شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح

Géneros

حقيقة الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فقال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: [والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، وجميع ما صح عن رسول الله ﷺ من الشرع والبيان كله حق، والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم، بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى.
والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن] .
يقول المؤلف ﵀ وغفر له: (والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان)، هكذا عرف المؤلف ﵀ الإيمان، والمؤلف أبو جعفر الطحاوي ﵀ ذكر في أول عقيدته أنه نسج هذه العقيدة وألفها وفق ما يعتقده فقهاء الملة، الإمام أبو حنيفة وصاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، والمشهور عن أبي حنيفة ﵀: أنه خالف ما عليه أهل السنة والجماعة في تعريف الإيمان، وفي بيان حقيقته.
وهذه المسألة الوحيدة التي تعد من الأصول وقع فيها الخلاف بين أئمة أهل السنة والجماعة، على أن العلماء مختلفون في حقيقة هذا الخلاف، هل هو خلاف حقيقي يترتب عليه أحكام أم أنه خلاف لفظي لا يترتب عليه شيء؟ فمن العلماء من جعل الخلاف بين أبي حنيفة ومن سلك سبيله من مرجئة الفقهاء -هكذا يسميهم العلماء- وبين ما عليه أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان خلافًا لفظيًا لا يترتب عليه أثر في الاعتقاد.

15 / 2