شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
74

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

السادسة

Año de publicación

١٤٢١ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الحقيقة مع أنه مخلوق، في الجنة فاكهة ونخل ورمان وسرر وأكواب وحور ونحن لا ندرك حقيقة هذه الأشياء، ولو قيل: صفها لنا، لا نستطيع وصفها، لقوله تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧]، ولقوله تعالى في الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" (١). فإذا كان هذا في المخلوق الذي وصف بصفات معلومة المعنى ولا تعلم حقيقتها، فكيف بالخالق؟! مثال آخر: الإنسان فيه روح، لا يحيا إلا بها، لولا أن الروح في بدنه ما حيي ولا يستطيع أن يصف الروح لو قيل له: ما هذه الروح التي بك؟ ما هي التي لو نزعت منك، صرت جثة، وإذا بقيت فأنت إنسان تعقل وتفهم وتدرك؟ لجلس ينظر ويفكر فلا يستطيع أن يصفها أبدًا مع أنها قريبة، منه، في نفسه وبين جنبيه، ويعجز عن إدراكها مع أنها حقيقة، يعني: شيء يرى، كما أخبر النبي ﵊ بـ" أن الروح إذا قبض، تبعه البصر" (٢)، فالإنسان يرى نفسه وهي مقبوضة، ولهذا تبقى العين مفتوحة عند الموت تشاهد الروح وهي قد خرجت، وتؤخذ هذه الروح وتجعل في كفن ويصعد بها إلى الله ومع ذلك ما يستطيع أن يصفها وهي بين جنبيه، فكيف يحاول أن يصف الرب بأمر لم

(١) رواه البخاري (٣٢٤٤) كتاب بدء الخلق/ باب ما جاء في صفة الجنة، ومسلم (٢٨٢٤) عن أبي هريرة ﵁ كتاب الجنة. (٢) رواه مسلم (٩٢٠) عن أم سلمة ﵂ في كتاب الجنائز/ باب في إغماض الميت.

1 / 76