39

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

السادسة

Año de publicación

١٤٢١ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

وإن كان عائدًا إلى الرسول ﵊، فإنما يظهر الله رسوله لأن معه دين الحق. وعلى كلا التقديرين، فإن من تمسك بهذا الدين الحق، فهو الظاهر العالي، ومن ابتغى العزة في غيره، فقد ابتغى الذل، لأنه لا ظهور ولا عزة ولا كرامة إلا بالدين الحق، ولهذا أنا أدعوكم معشر الإخوة إلى التمسك بدين الله ظاهرًا أو باطنًا في العبادة والسلوك والأخلاق، وفي الدعوة إليه، حتى تقوم الملَّة وتستقيم الأمة. قوله: "وكفى بالله شهيدًا" يقول أهل اللغة: إن الباء هنا زائدة، لتحسين اللفظ والمبالغة في الكفاية، وأصلها: "وكفى الله". و"شهيدًا": تمييز محول عن الفاعل لأن أصلها "وكفت شهادة الله". المؤلف جاء بالآية؛ ولو قال قائل: ما مناسبة "كفى بالله شهيدًا"، لقوله: "ليظهره على الدين كله"؟ قيل: المناسبة ظاهرة، لأن هذا النبي ﵊ جاء يدعو الناس ويقول: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار (١). ويقول بلسان الحال: من أطاعني سالمته، ومن

(١) لما رواه البخاري (٧٢٨٠)، كتاب الاعتصام/ باب الاقتداء بسنن رسول الله ﷺ عن أبي هريرة ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: " كل أمتي يدخلون الجنة إلاّ من أبى، قالوا يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".

1 / 41