196

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

السادسة

Año de publicación

١٤٢١ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

انظر إلى سعة علم الله تعالى كل شيء يكون، فهو عالم به، حتى الذي لم يحص وسيحصل، فهو تعالى عالم به.
قال: ﴿وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ﴾: حبة صغيرة لا يدركها الطرف في ظلمات الأرض يعلمها ﷿.
﴿ظُلُمَاتِ﴾: جمع ظلمة ولنفرض أن حبة صغيرة غائصة في قاع البحر، في ليلة مظلمة مطيرة، فالظلمات: أولًا: طين البحر. ثانيًا: ماء البحر. ثالثًا: المطر. رابعًا: السحاب. خامسًا: الليل، فهذه خمس ظلمات من ظلمات الأرض ومع ذلك هذه الحبة يعلمها الله ﷾ ويبصرها ﷿.
قال: ﴿وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ﴾: هذا عام، فما من شيء إلا وهو إما رطب وإما يابس.
﴿إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾: ﴿كِتَابٍ﴾، بمعنى مكتوب. ﴿مُبِينٍ﴾ أي: مظهر وبين، لأن (أبان) تستعمل متعديًا ولازمًا فيقال: أبان الفجر، بمعنى ظهر الفجر ويقال: أبان الحق بمعنى أظهره والمراد بالكتاب هنا: اللوح المحفوظ.
كل هذه الأشياء معلومة عند الله ﷾ ومكتوبة عنده في اللوح المحفوظ، لأن الله تعالى "لما خلق القلم، قال له: اكتب قال القلم: ماذا أكتب؟ قال: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة" (١)، فكتب في تلك اللحظة ما هو كائن إلى يوم

(١) رواه أحمد (٥/ ٣١٧)، وأبو داود (٤٧٠٠)، والترمذي (٢١٥٥)، والحاكم (٢/ ٤٩٨) وصححه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٨٠٤)، والآجري في "الشريعة" (١٧٨)، وابن أبي عاصم في "السنة" (١٠٥)، والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (١٣٣)، وفي "السنة" لابن أبي عاصم (١/ ٤٨ و٤٩).

1 / 198