شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

Ihab Salama d. Unknown
117

شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

Editorial

رسالة ماجستير-كلية دار العلوم

Ubicación del editor

جامعة القاهرة

Géneros

هذه هي حال معظم الصرفيين من الاشتقاق من الاسم الجامد إلا أننا نجد أبا العلاء (١) يقر هذا الأمر بلا غضاضة، وبلا نكير. قال عند قول أبي تمام: حَضرَمتُ دَهري وَأَشكالي لَكُم وَبِكُم ... حَتّى بَقيتُ كَأَنّي لَستُ مِن أُدَدِ [بحر البسيط] «.. «حضرمتُ دهري»؛ أي: جعلته بحضرموت. فكأنه اجترأ على بنية هذه الكلمة لما كانت العرب تقول: رجل حضرمي؛ إذا نسبوه إلى حضرموت؛ فبني الفعل على ذلك، وهذا كما يقال: «مَضَّرتُ فلانا»؛ إذا نسبته إلى مُضَر، و«قيَّسته»؛ إذا نسبته إلى قيس» (٢). ـ قال عند قول أبي تمام: جَلَّيتَ وَالمَوتُ مُبدٍ حُرَّ صَفحَتِهِ ... وَقَد تَفَرعَنَ في أَوصالِهِ الأَجَلُ [بحر البسيط]

(١) ويشارك التبريزي أبا العلاء في عدم إنكاره على هذا النوع من الاشتقاق، حيث قال في أحد المواضع يشرح بيت أبي تمام يمدح فيه المأمون: نيطَت قَلائِدُ عَزمِهِ بِمُحَبِّرٍ ... مُتَكَوِّفٍ مُتَدَمشِقٍ مُتَبَغدِدِ [بحر الكامل]. «وصف نفسه (أي أبوتمام) بـ «مُتَكَوِّفٍ» يَمُتُّ إلى المأمون بأنه شيعي؛ لأن المأمون أظهر التشيع في أول أمره، وأهل الكوفة ينسبون إلى أنهم شيعة. وقال: «مُتَدَمشِقٍ»؛ لأنه من أهل جاسم. وقال: «مُتَبَغدِدِ»؛ أي هوظريف». [٢/ ٥٥ـ٥٦ب٤٣]. وقال في موضع آخر: «قُلْنِست: من القلنسوة، ويقال: قَلْنَسْتُه وقَلْسَيْتُه، ولوقال: قَلَّسْتُه بالتشديد لكان وجها». [٣/ ٢٦٤ب٢٥] ومما أشار إليه التبريزي أيضا إمكانية اشتقاق الفعل من الحرف. قال عند قول أبي تمام: يا مَنزِلًا أَعطى الحَوادِثَ حُكمَها ... لا مَطلَ في عِدَةٍ وَلا تَسويفا [بحر الكامل]. «يقال: سَوَّف الرجل؛ إذا مطله .. وأصل ذلك أن يقول: سوف أفعل .. فهذا يدل على أن اشتقاق «التسويف» من «سوف» التي تدخل على الفعل المضارع؛ فتخلصه للاستقبال». [٢/ ٣٧٦ب٢]. وشاركه الزمخشري في ذلك فقال: «سَوَّف الأمر؛ إذا قال: سوف أفعل». [أساس البلاغة: مادة سوف، ص ٤٦٧]. وجاء في المعجم الوسيط: «فَأَفَأَ: أكثر من ترديد حرف الفاء في كلامه؛ فهو فَافأٌ، وفأفاء». [مادة: فأفأ، ٢/ ٦٩٦]. (٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٣٧ب٧].

1 / 134