76

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Géneros

بعث إليهم، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به (^١)، والآية عامة لكل عهدٍ من الله، والأول هو المناسب لسببِ النزول (^٢). وقولُه: (توكيدِهِ عليهم): أصل الميثاق: العهدُ المؤكَّدُ، لكنه هنا اسم مصدر؛ بمعنى: التوثيق؛ فالمعنى: ينقضون عهد الله من بعد توكيدِه عليهم. وقولُه: (مِنْ الإيمان بالنبي والرَّحمِ وغيرِ ذلك): هذا بيانٌ من المؤلِّف للمراد بالموصول في قوله تعالى: ﴿مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ﴾ أي: يقطعون الذي أَمر الله بوصلِه. وقولُه: (و«أنْ» بدلٌ مِنْ ضميرِ «به»): يريد أنَّ المصدر المؤول مِنْ «أن» والفعل بدلٌ من الضمير المجرور في «به» فيكون التقدير: أمر الله به بأن يوصل؛ أي: بوصلِه. وقولُه: (بالمعاصي والتعويقِ عن الإيمان): يريد أنَّ الإفساد في الأرض يكون بمعاصي الله والصدِّ عن سبيله. وقولُه: (الموصوفونَ بما ذُكِرَ): يريد أنَّ اسم الإشارة: ﴿أُولَئِكَ﴾ راجعٌ إلى الموصوفين بنقضِ عهد الله، وقطعِ ما أمر الله بوصله. وقولُه: (لمصيرِهم إلى النارِ المؤبَّدةِ عليهم): هذا تعليل، فالمعنى: أنهم خسروا لمصيرهم إلى النار، وقد دلَّ القرآن على الذي خسروه، وهو أنفسهم وأهلوهم؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر: ١٥]، فهذا هو الخسران المذكور في هذه الآية، والله أعلم. * * *

(^١) نسبه ابن الجوزي في «زاد المسير» (١/ ٤٨) لابن عباس ومقاتل، واختاره الطبري في تفسيره (١/ ٤٣٦ - ٤٣٧) بعد أن ساق الأقوال، ولم ينسبها. (^٢) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٣٥ - ٤٥٧)، و«المحرر الوجيز» (١/ ١٥٨ - ١٥٩)، و«تفسير ابن كثير» (١/ ٢١٠).

1 / 80