16

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Géneros

وقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾. «ال» في ﴿الْحَمْدُ﴾ للاستغراق، واللام في ﴿لِلَّهِ﴾ للاستحقاق، المعنى: الحمدُ كلُّه مُستحَقٌّ لله، والجملةُ إنشاءٌ للحمد من العبد لربه، وهي خبرٌ من الله مدحًا لنفسه، وتعليمًا لعبده، والربُّ: هو: المالكُ المنعمُ، المربي بالنِّعم، المستحقُّ للعبادة (^١). و﴿الْعَالَمِينَ﴾: جمعُ عالَم، والمرادُ بهم في هذا الموضع: جميعُ الخلق، فكلُّ جنسٍ من المخلوقات عالَم، تقول: عالَمُ الإنس، وعالَم الجنِّ، وعالَم الملائكة، وعالَم الحيوان، وغير ذلك. وقد يُرادُ بالعالمين: الجنُّ والإنسُ فقط؛ كقوله تعالى: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)﴾ [الفرقان: ١]، وقد لا يُراد بهم إلا البشر؛ كقوله تعالى - في بني إسرائيل -: ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)﴾ [البقرة: ٤٧، ١٢٢] (^٢). ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: جملةٌ خبريةٌ قُصد بها الثناءُ على اللَّه بمضمونها من أنه تعالى مالكٌ لجميع الحمد من الخلق، أو مُستحقٌّ لأن يَحمدوه. و﴿الله﴾: عَلَمٌ على المعبود بحق. ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: أي مالك جميع الخلق من الإنس والجنِّ والملائكة والدواب وغيرهم، وكلٌّ منها يُطلَقُ عليه «عَالَم»، يقال: عالَم الإنس وعالَم الجن إلى غير ذلك، وغلب في جمعه بالياء والنون «أولو العلم» على غيرهم. وهو من العلامة؛ لأنه علامةٌ على مُوجِده.

(^١) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ١٤٢ - ١٤٣)، و«اشتقاق أسماء الله» (ص ٣٢ - ٣٦)، و«شأن الدعاء» (ص ٩٩ - ١٠٠)، و«مجموع الفتاوى» (١٤/ ١٢ - ١٣). (^٢) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ١٤٤ - ١٤٧)، و«نزهة الأعين النواظر» لابن الجوزي (ص ٤٤٤ - ٤٤٦، رقم ٢١٤).

1 / 20