Evangelization and Colonialism in the Arab Countries: An Account of Missionary Efforts Aimed at Subjugating the East to Western Colonialism

Mustafa al-Khalidi d. 1398 AH
85

Evangelization and Colonialism in the Arab Countries: An Account of Missionary Efforts Aimed at Subjugating the East to Western Colonialism

التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

Editorial

المكتبة العصرية-صيدا

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٩٧٣

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

البَنَاتِ فِي بَيْرُوتَ هِي بُؤْبُؤُ عَيْنِي. لَقَدْ شَعُرْتُ دَائِمًا أَنَّ مُسْتَقْبِلَ سُورِيَّةَ إِنَّمَا هُوَ بِتَعْلِيمِ بَنَاتِهَا وَنِسَائِهَا. لَقَدْ بَدَأَتْ مَدْرَسَتُنَا (لِلْبِنَاتِ)، وَلَكِنْ لَيْسَ لَهَا بَعْدُ بِنَاءٌ خَاصٌّ بِهَا. وَهَا هِيَ قَدْ أَثَارَتْ اِهْتِمَامًا شَدِيدًا فِي أَوْسَاطِ الجَمْعِيَّاتِ التَّبْشِيرِيَّةِ» (١). إن المبشرين لم يتأخروا في فتح مدارس البنات. إن أول مدرسة للبنات في الإمبراطورية العثمانية فتحها المبشرون في بيروت عام ١٨٣٠ (٢). ولقد فتح المبشرون مدارس كثيرة للبنات في مصر والسودان وسورية كلها وفي الهند والأفغان (٣). وكان اهتمام المبشرين بالمدارس الداخلية للبنات أشد. قالوا: إن التبشير يكون أتم حبكًا في مدارس البنات الداخلية لما يكون فيها من الأحوال المواتية والفرص السانحة. إن المدرسة الداخلية تفضل المدرسة الخارجية لأنها تجعل الصلة الشخصية بالطالبات أوثق، ولأنها تنتزعهن من نفوذ حياة بيتية غير مسيحية (٤). ويفرح المبشرون إذا اجتمع في مدارسهم الداخلية بنات من أسر معروفة، لأن نفوذ هؤلاء يكون حينئذٍ في بيتهن أعظم. وتتكلم المبشرة (أَنَّا مِيلِيغَانْ) فتقول: «فِي صُفُوفِ كُلِّيَّةِ البَنَاتِ فِي القَاهِرَةِ بَنَاتٌ آبَاؤُهُنَّ بَاشَوَاتْ وَبَكَوَاتْ. وَلَيْسَ ثَمَّةَ مَكَانٌ آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَمِعَ فِيهِ مِثْلُ هَذَا العَدَدِ مِنَ البَنَاتِ المُسْلِمَاتِ تَحْتَ النُّفُوذِ المَسِيحِيِّ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ طَرِيقٌ إِلَى حِصْنِ الإِسْلاَمِ أَقْصَرَ مَسَافَةً مِنْ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ» (٥). من أجل ذلك طلب المبشرون الأمريكيون منذ عام ١٨٧٠ مبلغ ثلاثين ألف دولار لمدرسة دينية للبنات في بيروت وعللوا طلبهم هذا بقيمة المرأة في الحياة البيتية وأن تلك المدرسة ستساعد على تنصير سورية في المستقبل (٦). التَّبْشِيرُ بَيْنَ الدَّارِسِينَ فِي الخَارِجِ: على الرغم من كل ما ادعى المبشرون من أنهم جعلوا طلابًا مسلمين يصبأون إلى النصرانية، فإنهم يبالغون كثيرًا في نجاحهم. نحن لا نشك في أن أفرادًا مسلمين قد انقلبوا بعد إيمانهم. ولكن هؤلاء أفراد قليلون جِدًّ، ثم إنهم يعيشون في عزلة أو شبه

(١) Jessup ٢٨٠ (٢) Bliss R ٣٢٧ (٣) Milligan ١٢١ ff، Richter ٢٤٩; Gairdner ٢٠٣ - ٥ (٤) Milligan ١٠٢ (٥) Milligan ١٢١ (٦) Jessup ٢٢٣

1 / 87