Etiquette of Education in the Heritage of the Family and Companions

أحمد الجابري d. Unknown
134

Etiquette of Education in the Heritage of the Family and Companions

آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

Editorial

مبرة الآل والأصحاب

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

إلا أنه ﷺ لا يبدي ضَجَرًا، ولا يُظهِر تأفُّفًا؛ فضلًا عن أن يعاتب أو يلوم، بل في تواضعٍ ولينٍ «يدعو بماء، فينضح مكان بول الصبي، ولا يغسله» (^١)! وفي مجلس آخر من مجالسه ﷺ مع أصحابه، يُؤتَى بثيابٍ فيها خميصة سوداء صغيرة، فيقول: «من ترون أن نكسو هذه؟» فسكت القوم، وترقبوا من سيدعو؟ هل سيدعو أحد أقاربه، وينحله هذه الخميصة لابنته؟ أو يلبسها هو لإحدى بناته؟ لا، لم يفعل، وإنما فاجأهم بقوله: «ائتوني بأمِّ خالد». وقد كان بإمكانه ﷺ أن يعطيها والدَها خالد بن سعيد ﵁ ليكسوَها إيَّاها، لكنه طلب إحضارها في مجلسه، فأُتي بها تُحمَل، وانتظر الجميع أن تنال الصغيرة شرف تسليم النبي ﷺ لها الخميصة بيده، وأن تنال ابتسامة ونظرة ودعوة منه، لكنَّ كرمَه النبوي كان فوق ما ينتظرون، وعطاءَه فوق ما يطمحون! لقد فاجأهم أخرى فأخذ الخميصة بيده، فألبسها لأم خالد، وقال: «أَبْلِي وأَخْلِقِي، ثم أَبْلِي وأَخْلِقِي، ثم أَبْلِي وأَخْلِقِي»، وكان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال: «يا أمَّ خالد، هذا سناه، هذا سناه» -وسناه

(^١) مُتَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٢٢٣)، ومسلم (٢٨٧).

1 / 146