146

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

Editorial

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Géneros

ومنها سماحته مع مشركي قريش في صلح الحديبية حيث تنازل عن كتابة صفته في كتاب المصالحة كما ترجحت عنده المصلحة في ذلك لما جاءه سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَال: هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا فَدَعَا النَّبِيُّ ﷺ الْكَاتِبَ فَقَال النَّبِيُّ ﷺ: "بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" قَال سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَالله مَا أَدْرِي مَا هي، وَلَكِنْ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهمَّ كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ فَقَال المُسْلِمُونَ: وَالله لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَال النَّبِيُّ ﷺ: "اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهمَّ" ثُمَّ قَال: "هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُوُلُ الله "فَقَال سُهَيْلٌ: وَالله لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله مَا صَدَدْنَاكَ عَنْ الْبَيْتِ وَلَا قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله فَقَال النَّبِيُّ ﷺ: "وَالله إِنِّي لَرَسُولُ الله وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي اكتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله" (١). ٣) دعاؤه ﷺ لمخالفيه من غير المسلمين. ومثال ذلك، لما قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالوا: يَا رَسُولَ الله إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ الله عَلَيْهَا فَقِيلَ هَلَكَتْ دَوْسٌ قَال: "اللهمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ" (٢). وكذلك دعاؤه ﷺ لأم أبي هريرة قبل إسلامها فعن أبي هريرة ﵁: "كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ الله ﷺ مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ وَأَنَا أَبْكِي قُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ الله أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَال رَسُولُ الله ﷺ: "اللهمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ" فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ الله ﷺ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالتْ مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المُاءِ قَال: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ... " (٣) الحديث. ومن صور الدعاء أيضًا ما كَانَ من الْيَهُودُ حديث كانوا يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ

(١) البخاري (٢٧٣١). (٢) البخاري (٦٣٩٧)، مسلم (٢٥٢٤). (٣) مسلم (٢٤٩١).

1 / 146