موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
Editorial
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Géneros
وكذلك الأحاديث الكثيرة التي تحمل معاني اليسر في أمور الدين وعدم التنطع والتشدد في العبادات والطاعات، فقد أشار ﵊ إلى أن أهم ما تميزت به رسالة الإسلام عن غيرها من الرسالات السماوية السابقة هي اليسر ورفع الحرج والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر ولكن نكتفي منها بالإشارة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَال: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلجةِ" (١).
وعن ابن عباس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى الله الحنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ" (٢).
والمتمعن في السيرة النبوية يجد أن سلوك النبي ﷺ وتعامله مع صحابته مبنى على منهج التيسير والسماحة، والشواهدُ أكثر من أن تعد أو تحصى، ولكن نكتفي بسرد حادثة وقعت لأحد الصحابة وجاء إلى الرسول ﷺ، يريدُ مخرجًا لها وهو صحابي فقير لا يملك قوت يومه.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ الله هَلَكْتُ قَال: "مَا لَكَ" قَال وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَال رَسُولُ الله ﷺ: "هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا" قَال: لَا قَال: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ" قَال: لَا فَقَال: "فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا" قَال: لَا قَال: فَمَكَثَ النَّبِيُّ ﷺ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَال: "أَيْنَ السَّائِلُ" فَقَال: أَنَا قَال: "خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ" فَقَال الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ الله، فَوَالله مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا -يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ- أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَى بَدَتْ أَنْيَاُبهُ ثُمَّ قَال: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ" (٣).
ثانيًا: اعتماد الشريعة الإسلامية على عدة أسس في التيسير.
(١) البخاري (٣٩). (٢) ذكره البخاري في صحيحه معلقًا (١/ ١١٦)، ووصله في الأدب المفرد (٢٨٧)، ورواه أحمد (١/ ٢٣٦)، وصححه الألباني في الصحيحة (٨٨١). (٣) البخاري (١٩٣٦)، مسلم (١١١١).
1 / 126