يقول تعالى: ﴿الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * والذي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * والذي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين﴾ [الشعراء: ٧٨-٨٢] .
لمْ يقلِ إبراهيم ﵊ كما أخبر اللهُ ﷻ: والذي يُمرِضُني ويشفيني، بل قال: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ فعُزِيَ المرضُ في الآيةِ إلى الإنسانِ ... لضعفِ توحيدِه اضطرَب ... لضعفِ توحيدِه انفعلَ ... لشِركه حَقَدَ، فالحقدُ والانفعالُ أسبابُها الشركُ.
النوم
النوم المبكر
إنّ الذي يقرأُ كلامَ اللهِ، ويقرأُ السنةَ النبويةَ المطهرةَ يستنبِطُ من خلالِ آياتٍ عدّةٍ، ومن خلالِ أحاديثَ عدةٍ، أنّ اللهَ ﷿ ونبيَّه الكريمَ يرغِّبون بالنومِ باكرًا، والاستيقاظِ باكرًا، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ [النبأ: ٩]، وقال تعالى: ﴿وَقُرْآنَ الفجر إِنَّ قُرْآنَ الفجر كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: ٧٨] .
وقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا".
وعَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيَها".
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "جَدَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ، يَعْنِي زَجَرَنَا"، ولكن يجوز السهر لطلب العلم، فقد قال البخاري في صحيحه: باب السمر في العلم، وساق أحاديث على ذلك.
أمّا أنْ تسهرَ لغيرِ طلبِ العلمِ فهذا ليس مِن السنةِ النبويةِ المطهرةِ، لا تجتمعوا بعد صلاةِ العشاءِ إلا لطلبِ العلمِ، كأنَّ النبيَّ ﵊ يريدُنا أنْ ننامَ باكرًا، وأنْ نستيقظَ باكرًا، واللهُ ﷾ يقول: ﴿وَقُرْآنَ الفجر﴾ وفي بعضِ تفسيراتِ هذه الآيةِ، يعني القرآنَ الذي تتلوه في صلاةِ الفجرِ، ﴿إِنَّ قُرْآنَ الفجر كَانَ مَشْهُودًا﴾ .