144

Encyclopedia of Narrative Tafsir

موسوعة التفسير المأثور

Editorial

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي-دار ابن حزم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٩ - ٢٠١٧

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

ومثاله: في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: ١٧]. قال ابن عطية (ت: ٥٤٢ هـ): " قال السدي: "الضر" هاهنا المرض، والخير العافية. قال القاضي أبو محمد: وهذا مثال، ومعنى الآية الإخبار عن أن الأشياء كلها بيد اللَّه؛ إن ضر فلا كاشف لضره غيره، وإن أصاب بخير فكذلك أيضًا لا راد له ولا مانع منه" (^١). ٢ - التعبير بالنزول: وهو على قسمين: الأول: أن تكون العبارة صريحة في السببية. ومثاله: ما رواه مسلم بسنده عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: "لما نزلت هذه الآية: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤]، ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول اللَّه ﷺ حتى صعد الصفا، فهتف: "يا صباحاه"، فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه، فقال: "يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب"، فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذبًا، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، قال: فقال أبو لهب: تبًّا لك أما جمعتنا إِلا لهذا، ثم قام، فنزلت هذه السورة: (تبت يدا أبي لهب وقد تب). كذا قرأ الأعمش (^٢) إلى آخر السورة" (^٣). الثاني: أن تكون العبارة غير صريحة في السببية. ومثاله: ما رواه مسلم بسنده عن عروة بن الزبير، أن عبد اللَّه بن الزبير، حدثه "أن رجلًا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول اللَّه ﷺ، في شراج الحرة التي يسقون بها

= على التمثيل؛ لكثرة ورود أسلوب التمثيل عنهم، بل هو من أكثر أنواع الاختلاف الواردة عنهم كما حكى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة في أصول التفسير. (^١) المحرر الوجيز، الطبعة القطرية الأولى ٥/ ١٤٧. (^٢) أي: بزيادة لفظ: (قد)، وهي قراءة شاذة. (^٣) صحيح مسلم ١/ ١٩٣، باب قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾.

1 / 151