Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya

Group of Authors d. Unknown
51

Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية

Editorial

موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

Géneros

فيجب على العلماء أن يلموا بعلوم الشريعة وأن يجمعوا الأمة بذلك ومتى ما اختل هذا الأمر وتصدر الناس ورأسهم من يدعي العلم وهو في الحقيقة جاهل بشيء مما مضى فهنا تقع الفتنة في الأمة والاختلاف في الدين ويصاب المجتمع المسلم بالفرقة. ولقد أخبرنا رسول الله ﷺ بوقوع هذا الأمر وحذرنا من ذلك ففي الحديث عن رسول الله ﷺ قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» (١).ويزيد الشاطبي ﵀ المسألة تفصيلا ويبين أن من أسباب الفرقة: ترأس الجهلة، وأن الاختلاف المؤدي للفرقة لا يصدر أبدا من العلماء الراسخين في العلم فيقول: فاعلموا أن الاختلاف في بعض القواعد الكلية لا يقع في العاديات الجارية بين المتبحرين في علم الشريعة العاملين بمواردها ومصادرها ثم يذكر أن الاختلاف المؤدي للفرقة والذي يلقي العداوة بين المسلمين إنما يقع حينما: يعتقد الإنسان في نفسه أو يعتقد فيه أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين - ولم يبلغ تلك الدرجة - فيعمل على ذلك ويعد رأيه رأيا وخلافه خلافا ولكن تارة يكون ذلك في جزئي وفرع من الفروع وتارة يكون في كلي وأصل من أصول الدين - كان من الأصول الاعتقادية أو من الأصول العملية - فتراه آخذا ببعض جزئيات الشريعة في هدم لكيانها حتى يصير منها ما ظهر له بادئ رأيه من غير إحاطة بمعانيها ولا رسوخ في فهم مقاصدها وهذا هو المبتدع وعليه نبه الحديث الصحيح (٢).ولقد جاء التحذير من ترؤس الجهلة على لسان رسول الله ﷺ وأخبر أن ذلك من أشراط الساعة فقال ﵊: «إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر» (٣) والتماس العلم عند الأصاغر لا يكون إلا بترأسهم وتصدرهم للفتيا من جهة، وذهاب العلماء الراسخين أو تنحيتهم من جهة أخرى (٤) يقول عمر بن الخطاب ﵁: "ألا إن الناس لم يزالوا بخير ما أتاهم العلم عن أكابرهم" (٥) وقال: "قد علمت متى صلاح الناس ومتى فسادهم: إذا جاء الفقه من قبل الصغير استعصى عليه الكبير وإذا جاء الفقه من قبل الكبير تابعه الصغير فاهتديا" (٦) وقال ابن مسعود ﵁: " لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب رسول الله ﷺ ومن أكابرهم فإذا جاءهم العلم من قبل أصاغرهم فذلك حين هلكوا" (٧)

(١) رواه البخاري (٧٣٠٧)، ومسلم (٢٦٧٣). من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄. (٢) «الاعتصام» للشاطبي (٤٤٥) باختصار يسير. (٣) رواه الطبراني (٢٢/ ٣٦١)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (١/ ٨٥)، والهروي في «ذم الكلام» (٥/ ٧٥). من حديث أبي أمية الجمحي ﵁. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ١٤٠): رواه الطبراني في «الأوسط» و«الكبير» وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٦٩٥): وهذا إسناد جيد لأن حديث ابن لهيعة صحيح إذا كان من رواية أحد العبادلة عنه وابن المبارك منهم. وصححه في «صحيح الجامع» (٢٢٠٧). (٤) انظر «الاعتصام» للشاطبي (٤٤٦). (٥) رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٦١٥)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (١/ ٨٤). (٦) رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٦١٥). (٧) رواه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (١/ ٨٤)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (١/ ٦١٧)، والهروي في «ذم الكلام» (٥/ ٧٧). وقال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ٣١٠): إسناده صحيح ...

1 / 50