Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Editorial
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Géneros
والفرقة تقع في الأمة حينما تتعدد المناهج وتتعدد الطرق لذلك بين الله ﷿ لهم أن طريق الحق واحد وأن السبيل إلى الاجتماع واحد وهو السير على الصراط المستقيم أما إن أبو ذلك فإن السبل ستتخطفهم ويتشعبوا في الضلالات والبدع وواقع الأمة الآن شاهد على ذلك. يقول الإمام إسماعيل بن كثير ﵀: قوله تعالى: فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ [الأنعام:١٥٣] قال: إنما وحد سبيله لأن الحق واحد ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها (١) وهذه السبل بين معناها عبدالله بن عباس ترجمان القرآن ﵁ فقال: لا تتبعوا الضلالات (٢) وفي الحديث عن عبدالله بن مسعود قال: «خط لنا رسول الله ﷺ يوما خطًا، ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وخطوطا عن يساره ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها"ثم قرأ هذه الآية» (٣) ويفسر عبدالله بن مسعود ﵁ هذا الحديث وذلك أن رجلا قال لابن مسعود: ما الصراط المستقيم؟ قال تركنا محمد ﷺ في أدناه وطرفه في الجنة وعن يمينه جواد وعن يساره جواد وثمّ رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن مسعود: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:١٥٣] (٤).وفي حديث النواس بن سمعان الأنصاري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران بينهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتفرقوا، وداع يدعو فوق الصراط، فإذا أراد إنسان فتح شيء من تلك الأبواب قال له: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط: الإسلام، والستور: حدود الله، والأبواب: محارم الله، والداعي على رأس الصراط: كتاب الله تعالى والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم» (٥)
فانظر رعاك الله أيها المسلم كيف أمرنا الله ﷿ بسلوك هذا الصراط المستقيم والدخول فيه والاجتماع عليه إذ لا يحيد عنه إلا مفارق لهؤلاء المجتمعين عليه من المسلمين فقال: يا أيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تفرقوا.
نعم جميعا ولا شيء يجمع المسلمين بحق غير الإسلام الانقياد للإسلام والعمل بشرائعه كلها وتطبيق أحكامه على مناحي الحياة وعلى الأفراد سواسية ...
فدين الإسلام لا يقبل التجزئة وما حلت النكبات بالأمة وابتلوا وعذبوا بالفرقة إلا لما شابهوا أهل الكتاب في الإيمان ببعض الكتاب وترك البعض.
المصدر:موقف الصحابة من الفرقة والفرق لأسماء السويلم - ص١٢١ - ١٢٧
_________
(١) ([٤٦]) «تفسير ابن كثير» (٢/ ١٨٢).
(٢) ([٤٧]) «تفسير القرطبي» (٨/ ٦٥).
(٣) ([٤٨]) رواه أحمد (١/ ٤٣٥) (٤١٤٢)، والدارمي (١/ ٧٨)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٦/ ٣٤٣)، والحاكم (٢/ ٣٤٨). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وحسنه ابن حجر في «هداية الرواة» (١/ ١٣١) - كما أشار لذلك في مقدمته -. وقال أحمد شاكر في «المسند» (٦/ ٨٩): إسناده صحيح. وقال الألباني في «شرح العقيدة الطحاوية» (٥٢٥): صحيح.
(٤) ([٤٩]) «تفسير الطبري» (٨/ ٦٥).
(٥) ([٥٠]) رواه أحمد (٤/ ١٨٢) (١٧٦٧١)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ١٤٤). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال ابن كثير في «تفسيره» (١/ ٤٣): إسناده حسن صحيح. وقال الألباني في «صحيح الجامع» (٣٨٨٧): صحيح.
1 / 12