119

Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية

Editorial

موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

Géneros

ولو أن معاوية بايع عليا لقوي به على أخذ الحق من قتلة عثمان، فصح أن الاختلاف هو الذي أضعف يد علي عن إنفاذ الحق عليهم، ولولا ذلك لأنفذ الحق عليهم كما أنفذوه على قتلة عبدالله بن خباب إذ قدر على مطالبة قتلته. فعلي ﵁ طلب حقه وقاتل عليه، وقد كان له تركه ليجمع كلمة المسلمين، ومن ترك حقه رغبة في حقن دماء المسلمين فقد أتى من الفضل بما لا وراء بعده، ومن قاتل عليه ولو أنه فلس فحقه طلب، ولا لوم عليه، بل هو مصيب في ذلك، وبالله التوفيق (١).
ثم ليعلم أن هذه الفتنة التي وقعت إنما هي بين بعض الصحابة ﵃، وهم الذين اجتهدوا ورأوا أن الحق مع إحدى الطائفتين فلحق بها، أما أكثر الصحابة فاعتزلوا الفتنة. يقول الإمام محمد بن سيرين (٢) ﵀: "هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله ﷺ عشرات الألوف، فلم يحضرها منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين (٣).ويقول الشعبي (٤) ﵀: "بالله الذي لا إله إلا هو ما نهض في تلك الفتنة إلا ستة بدريين ما لهم سابع أو سبعة ما لهم ثامن" (٥).
فكان منهجهم ﵃ اعتزال الفتنة ولزوم البيت وترك القتال.

(١) انظر «الفصل في الملل والأهواء والنحل» (٤/ ٢٤٠ – ٢٤٤). باختصار وتصرف، وانظر كتاب الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيم الأصبهاني (٣٦٤ – ٣٧١)، «الفتاوى» (٤/ ٢٦٨) «البداية والنهاية» (٨/ ٢٥٢ – ٢٧٧).
(٢) هو: محمد بن سيرين البصري، الأنصاري بالولاء، أبو بكر إمام وقته في علوم الدين بالبصرة، تابعي من أشراف الكتاب، اشتهر بالورع وتعبير الرؤيا، توفي سنة ١١٠هـ. انظر التهذيب (٩/ ٢١٤)، «الأعلام» (٦/ ١٥٤).
(٣) انظر «البداية والنهاية» (٧/ ٥٢).
(٤) هو: عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار، أبو عمر الهمداني الشعبي، كان فقيها عالما، توفي سنة ١٠٤هـ. انظر: السير (٤/ ٢٩٤)، الشذرات (١/ ١٢٦).
(٥) انظر «تاريخ الطبري» (٣/ ٦)، تحقيق «مواقف الصحابة في الفتنة» لمحمد أمحزون (٢/ ١٦٧).

1 / 118