فالبعد عن سيرةِ نبينا ﷺ، والاهتداء بغيره، هو مستنقع الجهل، وهُوة الضلال، وحياة الشقاء، وطاعته هداية وسعادة وفوز.
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)﴾ [الأحزاب: ٢١].
ومع هذا الاقتداء أوجب الله سبحانه محبتهُ، وألا نقدمَ علي محبته شيئًا بل نفديه بكل شيء وندافع عنه، وأن نتأدب معه ﷺ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الرسول ﵊ يباين سائر المؤمنين من أمته في عامة الحقوق فرضًا وخطرًا وغيرهما، مثل وجوب طاعته ووجوب محبته وتقديمه في المحبة على جميع الناس، ووجوب تعزيره وتوقيره على وجه لا يساويه فيه أحد، ووجوب الصلاة عليه والتسليم إلى غير ذلك من الخصائص التي لا تحصى" (١).
وقال ابن قيم الجوزية ﵀:
"أمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله ﷺ، وأعاد الفعل إعلامًا بأن طاعة الرسول تجب استقلالًا من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقًا، سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه أوتي الكتاب ومثله معه" (٢).
قلت: والمسلم الموفق، هو الذي ينصر نبيه، "والمسلم الذي لا يعيش حبُّ الرسول ﷺ في قلبه، ولا تتبعُهُ بصيرتُهُ في عمله وتفكيره، في كل
(١) "الصارم المسلول" (٢٣٥).
(٢) "أعلام الموقعين" (١/ ٤٨).