Encyclopedia of Dream Interpretation
موسوعة تفسير الأحلام
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Géneros
موسوعة تفسير الأحلام
الجزء الأول
خواطر من عالم الأحلام
الإنسان عبارة عن دائرة أو عالم ضئيل يتألف من ذرات متناهية الصغر متناثرة في الدائرة العظيمة أو في الكون الأم، ويأخذ موقعه في عالم الحياة فإذا حقق الإنسان في دورانه مع الدائرة العظيمة مزيدًا من المادة فإنه يزيد دائرة ماديًا أو روحيًا، وإذا امتص ذرات روحانية متساقطة من الخالق العظيم فإنه يوسع أو يضيق دائرته الخاصة حسب درجة تمثله للغذاء الذي يتلقاه من والديه. وللإنسان الخيار في أن يقتات بالمن الروحي أو المادي والذي يملأ الوجود.
إن اعتماد الإنسان على الغذاء المادي وحده سيشوه ويضيق دائرته غير أن الإدراك الكامل لاحتياجات الدائرة ونكران الإنسان لحاجته إلى بعض العناصر وسعيه للاهتمام بعناصر أخرى سيخلق من كل ذلك دائرة حياة مادية وروحية متكاملة. يجب الابتعاد عن النتائج المتناقضة في حسابنا لأبعاد دائرة عالم الإنسان فالحياة المادية ليست سوى إحدى أصغر العناصر التي تدخل في تركيب الحياة الحقيقية.
وتحفل حياتنا الحالمة بالعظات والمعاني للحياة الداخلية، أو الحية الإلهية، أكثر من العظات والمعاني للحياة الخارجية للإنسان.
فالعقل يتعلم من اتحاده مع بنية الحلم في الدائرة الكبيرة. عليك أن تستشير طبيعتك الكلية أو دائرتك قبل البدء بأي عمل ما، إذ أن المشورة المادية وحدها غالبًا ما تسبب الخيبة. على الإنسان أن يحيا عالمه الذاتي ويتمعن أكثر في علاقاته بالدوائر الأخرى وبذلك يغني عالمه ويزيده جمالًا من خلال علاقته بالآخرين الذين يعيشون بالروح والذين ارتقوا من الحضيض إلى ضوء شمس الروح الساطعة.
أسئلة وردود روحانية حول الأحلام
سؤال: ما هو الحلم؟ جواب: هو حدث في عالم الذاكرة حين تخلد الحواس للراحة وتنسحب. إذن فالإنسان الروحي يحيا وحيدًا في المستقبل أو أما الحياة المادية وبالنتيجة فهو يعيش المستقبل أولًا ويهيئ ظروفًا تمكن الإنسان اليقظ من قولبة أفعاله على ضوء التحذيرات التي يتلقاها بحيث تكون حياته وجودًا كاملًا.
سؤال: ما هي العلاقة الكامنة بين الإنسان وأحلامه؟ جواب: يحمل الحلم بالنسبة للإنسان العادي أو المادي العلاقة نفسها التي تربطه بحياته المادية المحسوسة التي نلمسها في حالة الشخص المثالي حين يحلم، غير أن ذلك يعني المسرات والمعاناة والازدهار على المستوى المادي.
سؤال: إذًا لماذا يعجز الإنسان أحيانًا عن تفسير أحلامه؟ جواب: تمامًا كما تعجز الكلمات أحيانًا عن التعبير عن الأفكار، كذلك تفشل الأحلام أحيانًا في صورها العقلية في إيضاح الأحداث المقبلة.
سؤال: فإذا كانت الأحلام تخص المستقبل فلماذا نحلم بالماضي كثيرًا؟ جواب: حين يحلم الإنسان بحادثة جرت في الماضي فإنها تكون نذير شؤم أو بشير خير. وأحيانًا تكون منطبعة عميقًا في العقل الذاتي بحيث أن أقل ميل للعقل الواعي نحو الماضي يلقي بهذه الصور على أدراك الشخص الحالم.
سؤال: لماذا غالبًا ما يؤثر الوسط الحاضر على أحلامنا؟ جواب: لان مستقبل الإنسان يتأثر بالحاضر، فإذا شوه حاضره بأخطائه الطوعية أو جعله مشرقًا بعيشه على نحو قويم فسيؤثر ذلك على أحلامه التي هي ارهاصات المستقبل.
سؤال: ماذا نعني بالظهور؟ جواب: هو العقل الروحاني المخزون مع الحكمة من المستقبل وهو في سعيه لتحذير الجسم المحسوس المادي من الأخطار المحيقة به يأخذ شكل شخص عزيز يظهر لنا كما هو دارج في الأحلام لنقل هذا التحذير.
سؤال: ما هي علاقة الذاتية بالزمن؟ جواب: ليس للذاتية ماض أو مستقبل فهي تعيش حارًا مستمرًا.
سؤال: إذا كان الأمر هكذا، لماذا لا تخبرنا عن مستقبلنا بالسهولة ذاتها التي تخبرنا فيها عن ماضينا؟ جواب: لأن الأحداث تتواكب في سلسلة فتنساب وتترك ظلالًا على العقل الذاتي والأحداث التي تمر أمام العقل الواعي تحس بها عقول أخرى كذلك وبالتالي فهي تترك انطباعات أكثر ديمومة على العقل الذاتي.
سؤال: مطلوب تفسير ما يلي: حين يخلد الإنسان إلى النوم ويغلق عينيه يظهر أمامه وجه جزؤه السفلي مشوه وجزؤه العلوي طبيعي. اشرح هذه الظاهرة.
1 / 1