113

Efforts of Sheikh Muhammad Al-Ameen Al-Shinqiti in Establishing the Creed of the Predecessors

جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

Editorial

مكتبة العبيكان،الرياض

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩هـ/١٩٩٩م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

ثانيًا: خلق الإنسان:
إن من أقرب الأدلة على وحدانية الله وألوهيته: خلق الإنسان؛ فهو آية ناطقة على عجائب صنعه ودقة خلقه.
وقد دعا الله عباده إلى التفكر في أنفسهم حتى يتحقق عندهم الإيمان بأنه الرب الخالق والإله المعبود وحده؛ قال تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ ١.
وقد أشار الشيخ ﵀ إلى هذا الدليل العظيم الذي يراه كل إنسان في نفسه؛ إذ إن القادر على هذا الخلق والإيجاد هو المستحق أن يعبد وحده؛ يقول ﵀ عند قوله تعالى: ﴿خَلَقَ الإنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ ٢: "اعلم أولًا أن خلق الإنسان، وتعليمه البيان من أعظم آيات الله الباهرة؛ كما أشار تعالى لذلك بقوله في أول النحل: ﴿خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ ٣، وقوله في آخر يس: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ ٤؛ فالإنسان بالأمس نطفة، واليوم هو في غاية البيان وشدة الخصام؛ يجادل في ربه، وينكر قدرته على البعث. فالمنافاة العظيمة التي بين النطفة وبين الإبانة في الخصام، مع أن الله خلقه من نطفة، وجعله خصيمًا مبينًا، آية من آياته جل وعلا دالة على أنه المعبود وحده، وأن البعث من القبور حق" ٥.
ويقول ﵀ في موضع آخر عند قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ

١ سورة الذاريات، الآية [٢١] .
٢ سورة الرحمن، الآيتان [٣-٤] .
٣ سورة النحل، الآية [٤] .
٤ سورة يس، الآية [٧٧] .
٥ أضواء البيان ٧/٧٣٥.

1 / 138