Efforts of Azhar Scholars in Explaining the Reality of the Shiite Religion

Shahata Saqr d. Unknown

Efforts of Azhar Scholars in Explaining the Reality of the Shiite Religion

جهود علماء الأزهر في بيان حقيقة دين الشيعة = الشيعة الوجه الآخر شقاق لا وفاق

Editorial

الدار السلفية للنشر والتوزيع بالأسكندرية (مصر)

Géneros

جهود علماء الأزهر الشريف في بيان حقيقة دين الشيعة جمع وترتيب شحاتة صقر راجعه وقدَّم له أ. د محمد بكر إسماعيل حبيب أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر وجامعة أم القرى

Página desconocida

أقوال ليست عابرة * «لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر؛ ألَا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة، وأنه غير صحيح؟». ... الشيخ حسنين مخلوف ﵀. * «الشيعة يزعمون أن أبا بكر وعمر بالذات ﵄ حَذَفَا من المصحف آيات كثيرة، منها عدد كبير يتصل بخلافة عليّ ﵁، ويزعمون أن المصحف الكامل كتبه علِيٌّ ﵁ بعد انتقال النبي ﵌ إلى الرفيق الأعلى». ... الشيخ عطية صقر ﵀. * «هذا المذهب يقول برِدَّة الصحابة جميعًا بعد وفاة الرسول ﵌، إلا قليلًا منهم، وأن أبا بكر وعمر كافران ملعونان! فهل يجوز للمسلمين تقليدهم في ذلك؟ وأن يكون من المسلمين من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة، ويقول بكفر الصحابة!؟». الشيخ محمد عرفة ﵀. عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. * «لا شك أن الشيعة في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلى النبي ﵌، ولكن مع ذلك اشتملت آراؤها

1 / 3

على أفكار فلسفية أرجعها علماء العراق والغرب إلى مصادرها من المذاهب الفلسفية والدينية السابقة على الإسلام، والحضارة الفارسية التي انتهت بظهور الإسلام». الشيخ محمد أبو زهرة ﵀. * «إن المستقرئ للدستور الإيراني يتأكد له أنه ليس دستورًا إسلاميًا، ولم ينبثق من عقيدة الإسلام». الدكتور صابر طعيمة أستاذ مقارنة الأديان في جامعة الأزهر. * «غلا آية الله الخميني في تقديس الأئمة غلوًا شديدًا، طبقًا لما قرره في السطور السابقة من كتابه (الحكومة الإسلامية)، فقد فَضَّلهم على جميع الملائكة، وجميع الأنبياء والمرسلين بغير استثناء أو تحفظ. غير أن ذلك الذي ذكره آية الله الخميني لا يعبر عن عقيدة خاصة به، وإنما هو يردد ما يعتقده كثير من صفوة علماء الشيعة، وعلى رأسهم الكليني في كتابه (الكافي) الذي يحتل عند الشيعة مكانة شبيهة بمكانة (صحيح البخاري) عند أهل السنة». الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

1 / 4

تقديم الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل حبيب الأستاذ بجامعة الأزهر ( الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد .... فإن بيان مبادئ أهل الضلال والبدع، وطرقِهم في إضلال الناس والتلبيس عليهم، لَهُو من دين الله ﷿ ومن مقاصد القرآن الكريم؛ إذ قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الأنعام:٥٥)؛ فحتى لا يقع كثير من أبناء أهل السنة في ضلالات اهل البدع كان لابد من بيان طرق هؤلاء وعقائدهم - ولو بطريقة مختصرة - ومن أراد التوسع فعليه بالبحث، من باب «عرفت الشرَّ لا للشرِّ لكن لتوقّيه، ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه». وقيام أهل السُنّة في كل زمان بذلك أمر معروف.

1 / 5

وهذه الرسالة التي بين يدَيّ لأخي/شحاتة محمد صقر، وفّقَه الله، هي من هذا الباب، الذي يكشف بصورة مختصرة عن بعض عقائد هذه الفِرقة المتناقضة مع أهل السُنة، وهم الشيعة الإمامية، والتي قد تروج أفكارها على بعض من لا يعرف حقائقها، وإذا راجت على بعض علماء الأزهر بتلبيس من بعض أهلها والمحترفين لدجلها، فمن باب أولى قد تروج على بعضهم. فهي رسالة أرى - بعد قراءتها حرفًا حرفًا - أنها مفيدة في بابها، وأحُث على قراءتها، ويكفي تعريفها لبعض المراجع في الباب لمن أراد الزيادة، بعد ما فيها من حقائق. أسأل الله ﷿ أن يثبتنا على الإسلام حتى نلقاه عليه. وكتبه د/محمد بكر إسماعيل حبيب أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر وأستاذ أصول الفقه المشارك بقسم القضاء جامعة أم القرى - مكة المكرمة الخميس ٢٢ ربيع الأول ١٤٣٠هـ ١٩ مارس ٢٠٠٩م

1 / 6

مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:١٠٢)، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (النساء:١)، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾. (الأحزاب:٧٠). أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﵌، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل

1 / 7

بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لا أحد ينكر ما لمصر من ثقل في العالم الإسلامي، ولا أحد ينكر ما للأزهر من مكانة في قلوب المسلمين في العالم، ولذلك يحاول الشيعة دائمًا استغلال ذلك في الدعاية لدينهم الباطل، وذلك بطرق كثيرة منها تضليل علماء الأزهر بخدعة التقريب بين السنة والشيعة كما حدث مع الشيخ محمود شلتوت - شيخ الأزهر الأسبق - ﵀ وغيره، ومنها الافتراء عليهم كذبًا كما حدث بالنسبة للشيخ سليم البشري ﵀، والشيخ حسنين مخلوف ﵀ كما سيتضح إن شاء الله. ونحاول هنا إثبات أن الأزهر وعلماءه ضد تزكية دين الشيعة، وضد اعتباره مذهبًا خامسًا، وإن خالف بعضهم ذلك فإنه فعل ذلك نتيجة انخداعه بتقية الشيعة ودعوتهم الكاذبة إلى التقريب بين دين الإسلام - دين أهل السنة والجماعة - وبين باطلهم. وسأذكر أقوالًا لعلماء مشهورين من الأزهر تكشف عن حقيقة دين الشيعة.

1 / 8

وسأذكر من أقوال بعض العلماء - الذين خدعتهم تقية الشيعة - ما يدل على أنه لو كان يعلم حقيقة دين الشيعة ما قال إنه يجوز التعبد بدين الشيعة واعتباره مذهبًا خامسًا. ومعظم مادة هذا الموضوع من مجموع فتاوى الأزهر (فتاوى دار الإفتاء المصرية)، وكتاب الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري «مسألةُ التّقريب بين أهْل السُّنة والشّيعَة» وكتاب «موقف العلماء والمفكرين من الشيعة الاثني عشرية» من إعداد موقع الراصد www.alrased.net، وبعض المقالات والأخبار من الشبكة العنكبوتية. اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنَا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ؛ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. شحاتة محمد صقر saqrmhm@gawab.com

1 / 9

افتراء جاوز الحدود ... الشيعة وافتراؤهم على شيخ الأزهر الأسبق سليم البشري ﵀ - من كتب الشيعة التي امتلأت بالكذب علَى النبي ﵌ كتاب «المراجعات» (١) لمؤلفه عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي - عامله الله بما يستحق ـ، وقد خرّج العلامة محمد ناصر الدين الألباني ﵀ بعضًا من أحاديث الكتاب المذكور، وخاصة فيما يتعلق بفضائل علي بن أبي طالب ﵁. مع العلم أنه قد ورد في فضله أحاديث أخري صحيحة كثيرة.

(١) انظر في الرد على كتاب المراجعات: * كتابُ المراجعاتْ ... كتابُ الكذب والمفتريات .. وبيان كذب وتدليس ونفاق عبد الحسين الموسوي، تأليف الشيخ راشد بن عبد المعطي بن محفوظ الموجه الأول بالأزهر الشريف. * الحجج الدامغات لنقض كتاب المراجعات لأبي مريم بن محمد الأعظمي. * السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات لعبد الله بن عبشان الغامدي. * وقفات مع كتاب المراجعات للشيخ عثمان الخميس خمس محاضرات مفرغة.

1 / 10

قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني ﵀: «... وكتاب (المراجعات) للشيعي المذكور محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل عليٍّ ﵁، مع كثير من الجهل بهذا العلم الشريف، والتدليس علَى القراء والتضليل عن الحق الواقع، بل والكذب الصريح، مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحدًا من المؤلفين يحترم نفسه يقع في مثله» (١). * طار الشيعة الرافضة بكتاب (المراجعات) هذا في الآفاق، وخدعوا به أتباعهم، وزعموا أن هذا الكتاب طبع أكثر من مائة مرة، وقصة الكتاب عبارة عن مراسلات - كما زعم المؤلف - بينه وبين شيخ الأزهر سليم بن أبي الفرج البشري ﵀، وزعم أن المراسلات انتهت بأن صحح شيخ الأزهر مذهب الرافضة، بل شيخ الأزهر أبطل مذهب أهل السنة!!! * والوضع والكذب علَى أهل السنة ليس مستغربًا من الشيعة؛ فهم يبيحون لأنفسهم الوضع علَى أهل السنة ما دام أن لهم أهدافًا، وعلَى طريقة: «الغاية تبرر الوسيلة»، ولكن نقول: «لقد أجازوا لأنفسهم الكذب علَى رسول الله ﵌ وصحابته الكرام، وأهل بيته

(١) السلسلة الضعيفة (٢/ ٢٩٧).

1 / 11

الأطهار، فكيف لا يكذبون علَى أهل السنة؟». أمارات الوضع والكذب في كتاب (المراجعات): أولًا: زعم الموسوي أن الكتاب مراسلات خطية حصلت بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري، ولم يوثِّق كتابة بصورة واحدة من تلك الرسائل الخطية. ورسائل الكتاب بلغت ١١٢ رسالة، منها ٥٦ رسالة لشيخ الأزهر. وهذا يدل علَى كذب الموسوي، ويطعن في صحة الرسائل. ثانيًا: لم يُنشَر الكتاب إلا بعد عشرين سنة من وفاة شيخ الأزهر البشري، فالشيخ البشري ﵀ توفي سنة ١٣٣٥ هـ، وأول طبعة للكتاب في سنة ١٣٥٥ هـ. ثالثًا: كيف تكون المراسلات بين شيخ الأزهر البشري ولا يعلمها - علَى أقل تقدير - المقربون من شيخ الأزهر، وخاصة مَن يعملون معه في الأزهر؟ ولذلك بادر كثير من أهل العلم إلى تكذيب هذه الرسائل، ونفْي نسبتها لشيخ الأزهر البشري. بل إن الدكتور علي السالوس - أستاذ الفقه والأصول، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي - والذي كان الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق ﵀ قد كلفه بكتابة رد علَى كتاب (المراجعات) - قد قال في مقدمة كتابه

1 / 12

(المراجعات المفتراة علَى شيخ الأزهر البشري، الفرية الكبرى): «تحدثتُ مع الشيخ محمد بن سليم البشري، وذكَرْتُ له كتاب (المراجعات)، فقال لي ما نَصُّه: «قرأتُ الحديثَ علَى أبي ثلاثين سنة فما ذكَرَ لي شيئًا عن الشيعة، وما كان يُخفِي عنِّي أيَّ شيءٍ». اهـ. وذكر الدكتور عليّ السالوس في مقدمة كتابه المذكور أيضًا نموذجًا آخر من كذب الشيعة حدث معه هو شخصيًا؛ حيث قابله أحدُهم في القاهرة، وزعم أنه ذهب إلى العلامة محمود محمد شاكر، ودار حوار بينهما، وانتهى الحوار بعجز الشيخ العلامة محمود شاكر عن الرد علَى الشيعي الرافضي. يقول الدكتور عليّ السالوس: «وذهبتُ إلى شيخي في منزله، وسألته عن هذه الزيارة وما دار فيها، فقال: «لم يأتني أحدٌ من هؤلاء، ولم يحدث أيُّ حوار». فلما رأى آثار تعجُّب تظهر عَلَيَّ قال لي: «يا عَلِيّ، إنهم يكذبون علَى الله وعلَى رسوله ﵌، وتعجَبُ أنهم يكذبون علَى محمود شاكر». رابعًا: أسلوب الرسائل واحد لا يختلف، أي أن الموسوي هو الواضع للأسئلة وهو الذي أجاب عنها، ومن دقق عرف ذلك. خامسًا: يُشْعِرُك الموسوي أن شيخ الأزهر البشري رجل لا

1 / 13

يعرف شيئًا، وليس صاحب تلك المكانة في العالم الإسلامي من جهة منصبه العلمي، وكأنّ شيخ الأزهر يُسَلِّم بكل ما يطرحه الموسوي، والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدًا. والعجب كل العجب من جرأة هذا الرافضي لا علَى الكذب والافتراء فقط، ولكن أيضا علَى تصوير شيخ الأزهر وشيخ المالكية وقد جاوز الثمانين عامًا في صورة جاهل لا يدري ما في كتب في التفسير والحديث عند أهل السنة أنفسهم، وما يدرس منها لطلاب الأزهر، فبدا كأنه أقل علمًا من هؤلاء الطلاب، إلَى أن جاء هذا الشاب الرافضي الطريد - الذي لجأ إلَى مصر - ليُعَلم شيخ الأزهر نفسه ما في هذه الكتب، ويصور الرافضي نفسه في صورة من أخرج شيخ الأزهر من ظلمات الجهل إلَى نور العلم، وجعله يسَلّم بصحة عقيدة الرافضة وشريعتهم وبطلان ما عليه أمة الإسلام منذ الصحابة الكرام البررة إلَى عصرنا!! وبعد هذه الأمارات نجزم أن الموسوي هو من ألَّف وحبك الأسئلة، وأجاب عليها ظنًا منه أن مثل هذه الحيَل تخدع أهل السنة، ولكن هيهات هيهات.

1 / 14

خدعوه ... فقال ... وليته ما قال لقد شاع القول بأن الأزهر يعتبر الشيعة مذهبًا خامسًا، وإن كان مِن علماء الأزهر مَن قال ذلك فإنما قاله لعدم علمه بحقيقة دين الشيعة الروافض، وبسبب انخداعه بدعوة التقريب بين السنة والشيعة. ولقد استطاع الشيعة الروافض في ظل دعوة التقريب أن يخدعوا شيخ الأزهر محمود شلتوت ﵀ بالقول بأن مذهب الشيعة لا يفترق عن مذهب أهل السنة، وطلبوا منه أن يصدر فتوَى في شأن جواز التعبد بالمذهب الجعفري. فاستجاب لهم وأصدر فتواه في سنة ١٣٦٨هـ الموافق ١٩٥٩م بجواز التعبد بالمذهب الجعفري (١).

(١) وقد ردد ذلك بعض علماء الأزهر، ومنهم شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي؛ ومما يوضح انخداعه بدعوة التقريب بين السنة والشيعة أنه بعد أن نشرت جريدة (الغد) ملحقًا من ثماني صفحات يسيء إلى الصحابة ﵃ هاجم شيخ الازهر كل من يسب صحابة الرسول ﵌ مؤكدًا أن «من يقترف هذا الذنب العظيم كافر وخارج عن ملة الإسلام»، مع أن سب الصحابة من أصول دين الشيعة. فكأنه بهذا قد نقض كلامه الذي قلد فيه الشيخ شلتوت ﵀.

1 / 15

طار الشيعة الروافض بهذا فرحًا واعتبروا فتوَى الشيخ شلتوت هي القطف الشهيّ والثمرة الكبرَى لدعوة التقريب لأنها تعطيهم - كما يتصورون - (الشرعية) في التبشير بالتشيع في ديار السنة. ولكن هل كانت فتوَى الشيخ شلتوت ﵀ مبنية علَى دراسة لمذهب الشيعة أم مبنية علَى تصديق الشيخ شلتوت لدعاوَى الشيعي محمد القمي - مؤسس جماعة التقريب - وغيره بأنه لا خلاف بين السنّة والشيعة؟!! الذي رجحه الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري - صاحب كتاب «مسألةُ التّقريب بين أهْل السُّنة والشّيعَة» - هو الثاني بناءً علَى ما سمعه من بعض معاصري الشيخ شلتوت ومجالسيه. ومما يؤكد جهل الشيخ شلتوت بالشيعة أنه يرَى أن السبيل الوحيد إلَى إعادة الصف الإسلامي إلَى وحدته وقوته أن لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله، وأن نطرح وراء ظهورنا تلكم التأويلات البعيدة للنصوص الشرعية من كتاب وسنّة صحيحة، وأن نفهمها كما فهمها المعاصرون للتنزيل، وأن نجعل أهواءَنا تبعًا لديننا، ولا نجعل ديننا تبعًا لأهوائنا، وأن نحارب احتكار فرد أو أفراد تعاليم الدين؛ فما كان الإسلام دين أسرار وأحَاجٍ لا يعرفها إلا طائفة خاصة تُطْلِع عليها من تشاء وتمنعها عمن تشاء؛ فما انتقل

1 / 16

الرسول ﵌ إلَى الرفيق الأعلَى حتَى بلّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، وطلب من أصحابه وأتباعه أن يبلّغوا ما علموه» (١). فالشيخ شلتوت ﵀ بهذا القول كأنه يحكم علَى الشيعة - التي أفتَى بجواز التعبد علَى مذهبها - يحكم عليها بأنها لم تسلك سبيل التقريب؛ لأن الشيعة علَى خلاف تام لهذه الأركان التي وضعها للتقريب: - فاتخاذهم للأئمة أربابًا من دون الله منتشر عندهم وفي كتبهم. - وهُم أهل التأويلات البعيدة للنصوص الشرعية، ويرَون أنه من الكيد للإسلام أن نفهم هذه النصوص كما فهمها الصحابة المعاصرون للتنزيل ﵃. - وهم بمزاعمهم في أئمتهم ودعاويهم في مجتهديهم يمثلون في الإسلام ذلك الاحتكار للدين الذي يعنيه الشيخ شلتوت. - وهم يقولون بأن في دين الله أسرارًا وأحاجي لا يعلمها إلا طائفة خاصة - بزعمهم - هم أهل البيت؛ لأن الرسول

(١) هذا ما قاله الشيخ شلتوت ﵀ في مقدمته لكتاب «إسلام بلا مذاهب» للدكتور مصطفَى الشكعة (ص ٦).

1 / 17

﵌ كتم قسمًا من الشريعة وأودعه إياهم، وهم وحدهم عندهم الجفر، والجامعة، ومصحف فاطمة، وعلم ما كان، وما يكون .. الخ ـ، ولمجتهديهم اتصال بالمنتظر الذي انتهت إليه هذه العلوم بزعمهم .. الخ. فكأن الشيخ شلتوت ﵀ بهذا القول ينقض فتواه بنفسه. ومن المفارقات أن أحد شيوخ الشيعة الذين ينادون بالوحدة الإسلامية - وهو شيخهم محمد الخالصي - سُئِل عن جواز التعبد بالمذاهب الأربعة عند أهل السنة فأفتَى بالمنع من ذلك (١). وعلَى الرغم من قيام الشيعة بتأسيس دار التقريب ومجلتها وجماعتها واستجابة بعض علماء الأزهر لفكرتهم لم نَرَ لهذه الدعوة لهذا التقارب أي أثر بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما؛ فلا يزال القوم مُصِرّين علَى ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير الكاذب لما كان بين الصحابة من خلاف، ولا تزال مطابع الشيعة الروافض تقذف سنويًا بعشرات الكتب التي تحمل اللعن والتكفير والتخليد بالنار لخير القرون.

(١) انظر: كُتَيِّبه: التوحيد والوحدة (ص ٣٣ - ٣٤).

1 / 18

دور الشيخ حسنين مخلوف - مفتي مصر الأسبق - ﵀ في بيان حقيقة دين الشيعة حديث للشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر ﵀ عن التقريب بين السنة والشيعة وعن موقف الشيخ شلتوت: هذا الحديث أملاه الشيخ حسنين مخلوف ﵀ علَى الدكتور ناصر القفاري - صاحب كتاب (مسألة التقريب بين أهْل السُّنة والشّيعَة) - وختمه الشيخ حسنين مخلوف بتوقيعه. وأهمية هذا الحديث - كما يقول الدكتور القفاري في كتابه - تأتي من وجهين: الأول: أن الكتاب الذي أصدره الرافضي عبد الكريم الشيرازي باسم «الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة» (والذي جمعه - كما يزعم - من مجلة رسالة الإسلام - مجلة التقريب) قد افتتحه بمقال للشيخ حسنين مخلوف - باعتباره مفتي مصر - يؤيد فيه التقريب ويدعو إليه في حين أنه في هذا الحديث يؤكد أنه من المعارضين للفكرة من الأصل. ولا عجب فالكذب تسعة أعشار دين الشيعة، ومن قبله كذب عبد الحسين شرف الدين في كتابه (المراجعات) علَى شيخ الأزهر

1 / 19

سليم البشري. والوجه الثاني: أنه يحوي تسجيلًا تاريخيًا لمعارضة بعض شيوخ الأزهر لمحاولة الشيخ شلتوت تطبيق دراسة مذهب الشيعة في الأزهر مثله في ذلك مثل المذاهب الأربعة. قال الشيخ حسنين مخلوف ﵀: «بسم الله الرحمن الرحيم. بدأت فكرة التقريب بين أهل السنّة والشيعة حينما كان بمصر رجل شيعي اسمه (محمد القمي) وسعَى في تكوين جماعة سماها (جماعة التقريب) وأصدر «مجلة التقريب» وكتب فيها بعض الناس. وأنا لم أكن موافقًا علَى التقريب ولا علَى المجلة؛ ولذلك لم أكتب في المجلة ولم أجتمع مع جماعة التقريب في مجلس ما. وقد سعَى القُمي لدَى الشيخ شلتوت في أن يقرر تدريس الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الأربعة التي تدرس فيه. وأنا حين علمت بهذا السعي كتبتُ كلمة ضد هذه الفكرة، وأنه لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر؛ ألَا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة، وأنه غير صحيح؟ وقد أبلغتُ هذا الرأي لأهل الحل والعقد في مصر إذ ذاك، وأصدروا الأمر لشيخ الجامع الأزهر بأنه لا يجوز تدريس هذا الفقه فيه ولم ينفَّذ والحمد لله». (انتهَى كلام الشيخ حسنين مخلوف ﵀).

1 / 20

* وقال الشيخ حسنين محمد مخلوف - مفتي مصر الأسبق - ﵀ أيضًا: «الشيعة الإمامية يزعمون أن الرسول ﵌ قد نص نصًا جليًّا على إمامة علِيٍّ ﵁ بعده وأنه هو وصيه ويطعنون في سائر الصحابة وخاصة الشيخين، بل منهم من يُكفِّرُهم ... ولهم في أبي بكر وعمر ﵄ مطاعن ومثالب يظهرونها فيما بينهم عند الأمن ويخفونها تقية عند الخوف، وكلها كذب وبهتان، ويقدسون كربلاء والنجف وما فيهما من مشاهد، ويحملون من أرضها قطعًا يسجدون عليها في الصلاة» (١).

(١) باختصار من فتاوى الأزهر (٦/ ٦٩)، تاريخ الفتوى: ذو الحجة ١٣٦٨ هجرية - ٢٥ أغسطس ١٩٤٩م.

1 / 21