المطلب الثاني
صفاتها الخُلُقِيَّة
إِنَّ عائشة ﵂ قد احتلتْ مكانة سامية مرموقة في الأخلاق الحسنة النبيلة الرفيعة، وكان الزهد والورع والعبادة والسخاء والجود والشفقة على الناس من أهم وأكبر معالم شخصيتها ﵂.
فقد تأثرت عائشة ﵂ كثيرًا بعبادة النبي ﷺ ومنهجه فيها؛ لأنها كانت ألصق الناس به ﷺ، وأكثرهم اطلاعًا على عبادته الخاصة به ﵊، ونقلت عائشة ﵂ للناس - في الأحاديث الكثيرة التي رويت عنها - صورة كاملة لعباداته ﷺ (١)، وفي ما يلي ذكر لأمهم ما تميزت به عائشة ﵂ من صيام وقيام وزهد وورع:
أولًا: صيامها وقيامها:
كانت أُمّ المؤمنين عَائِشَة ﵂ كثيرة العبادة، قوامة دائمة التهجد (٢)، صوَّامة كثيرة الصِّيام، فعن عبد الرحمن بن القاسم (٣) عن أبيه (٤): «أَنَّ عَائِشَة زَوْجَ النَّبِيّ