المطلب الأول
صفاتها الخِلْقِيَّة
كانتْ أُمُّ المؤمنين عَائِشَة ﵂ امرأةً جميلةً، بيضاء مشربة بحُمْرَة؛ ولهذا يقال لها: الحميراء (١)، والعرب تطلق على الأبيض الأحمر، كراهة لاسم البياض لكونه يشبه البرص، فهي كانت ﵂ بيضاء بياضًا ناعمًا مشربًا بحمرة، وهو أحسن الألوان (٢).
وكانت ﵂ نحيلة الجسم في شبابها، ثم بمرور الأيام امتلأت وبَدُنَتْ، وحملت اللحم، وهذا ما تحكيه هي بنفسها، فقالت ﵂: «سَابَقَنِي النَّبِيّ ﷺ فَسَبَقْتُهُ، فَلَبِثْنَا حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: "هَذِهِ بِتِلْكَ"» (٣).
وكانت ﵂ أقرب إلى الطول في جسمها، وكان شعرها طويلًا وهي صغيرة،