Historia de los Estados Persas en Irak
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Géneros
ولما كانت سنة 394 جهز مهذب الدولة جيشا قويا، وأرسله بقيادة أحد قواده أبي العباس بن واصل لقتال «لشكرستان» وطرده من البصرة، وبعد معارك دامت أكثر من شهرين انهزم «لشكرستان» بمن معه، فاستولى أبو العباس على البصرة وذلك في سنة 395ه، وقتل في هذه الفتنة نحو الخمسة آلاف من الفريقين، فلما استتب أمر أبي العباس بالبصرة خلع طاعة مهذب الدولة واستبد بالأمور، فأرسل مهذب الدولة لطرده منها جيشا ففشل، ثم جهز له جيشا ثانيا بقيادة أبي سعيد بن ما كولا ففشل أيضا، وقوي أمر أبي العباس فقصد «البطيحة»، وبعد قتال استولى على أكثرها، وفي أثناء ذلك اضطربت عليه البلاد فخاف على نفسه فترك «البطيحة» وعاد إلى البصرة.
كل ذلك جرى في البصرة وأطرافها وبهاء الدولة مقيم في «الأهواز»، فلما بلغته قوة أبي العباس واستبداده بالبصرة خاف عاقبة أمره، فأحضر عنده عميد الجيوش من «بغداد»، وجهز له جيشا كبيرا وسيره لقتال أبي العباس، فهزمهم أبو العباس، واستمرت الحرب بينه وبين جيوش بهاء الدولة مدة، ثم حمل عليه بهاء الدولة بخمسة عشر ألف مقاتل، فاندحر جيشه وعاد بالفشل، فطمع أبو العباس ب «الأهواز»، فحمل بجيشه عليه فدحرته جيوش بهاء الدولة وعاد بالخسران، وعلى أثر هذه الهزيمة زحف بهاء الدولة بجيوش كثيرة على «البصرة» فانتصر على أبي العباس، ثم حاصر المدينة أربعة أيام، فاستولى عليها عنوة وقبض على أبي العباس فقتله، وذلك في سنة 397ه.
ثم ولى على «البصرة» الوزير أبو غالب، وعاد هو إلى «الأهواز».
وبقي عميد العراق - ويروى عميد الجيوش - أبو علي بن جعفر ب «بغداد» نائبا عن بهاء الدولة حتى مات سنة 401ه، فولى مكانه بهاء الدولة أبا غالب ولقبه فخر الملك، فظل هذا ب «بغداد» نائبا على «العراق» حتى مات بهاء الدولة سنة 403ه ب «أرجان»، وحمل نعشه إلى «بغداد» ومنها نقل إلى مشهد الإمام علي ودفن هناك، وممن تولى ديوانه ب «بغداد» علي بن محمد الكاتب، وهو الذي صنف له المنشور البهائي، وهو نثر كتاب الحماسة. (8) سلطان الدولة ابن بهاء الدولة 403-411ه
وتولى بعد بهاء الدولة ابنه أبو شجاع سلطان الدولة، فأبقى فخر الملك ب «بغداد» نائبا على «العراق»، وولى «البصرة» جلال الدولة أبا طاهر بن بهاء الدولة، ثم غضب سلطان الدولة على فخر الملك لأنه خالفه في بعض الأمور، فأمر بالقبض عليه في سنة 406ه، فأرسل مخفورا من «بغداد» إلى «شيراز»، فقتله هناك وولى على «العراق» أبا محمد الحسن بن سهلان ولقبه «عميد الجيوش»، فبقي هذا مقيما في «بغداد» يدير أمور «العراق» إلى سنة 411ه.
وفي أيام سلطان الدولة توفي ب «بغداد» الشريف الرضي الحسن بن محمد في سنة 404ه، وكان عالما فاضلا، وشاعرا مفلقا، وكاتبا بليغا، تولى نقابة نقباء الطالبين في سنة 359ه، ثم ضمت إليه الأعمال التي كان يليها أبوه، وهي النظر في المظالم والحج بالناس، وكان له من سمو المقام ما دعاه أن يكتب إلى الخليفة القادر بالله من قصيدة طويلة:
عطفا أمير المؤمنين فإننا
في دوحة العلياء لا نتفرق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت
أبدا كلانا في المعالي معرق
Página desconocida