يقول رب إني ظلمت نفسي كثيرا وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت
من الظالمين. فهؤلاء أنبياء الله وأصفياءه وأولياءه تنزهوا
عن الدنيا وزهدوا فيما زهدهم الله جل ثناؤه فيه منها.
وابغضوا ما أبغض. وصغروا ما صغر. ثم اقتص الصالحون
آثارهم. وسلكوا مناهجهم. وألطفوا الفكر. وانتفعوا
بالعبر. وصبروا في هذا العمر القصير عن متاع الغرور الذي
يعود إلى الفناء. ويصير إلى الحساب. نظروا بعقولهم إلى آخر
الدنيا ولم ينظروا إلى أولها. والى باطن الدنيا ولم ينظروا
إلى ظاهرها. وفكروا في مرارة عاقبتها. فلم تستهزهم
حلاوة عاجلها. ثم ألزموا أنفسهم الصبر. وانزلوا الدنيا من
أنفسهم كالميتة التي لا يحل لاحد ان يشبع منها الا في حال
الضرورة إليها. وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس. وامسك
Página 43