98

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Editorial

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Número de edición

الأولى، 1421هـ - 2000م

تعريفه للمحذوف أيضا كما علمت. والمحققون المتأخرون عرفوه بما يخرج عنه المحذوف وفرقوا بينهما بوجوه. أحدها أن المقتضي شرعي كثبوت البيع والوكالة في المثال المذكور. وكثبوت المصدر الذي هو التطليق في قوله أنت طالق فإنه لما وصفها بالطالقية وأخبر بها اقتضى ذلك وجود التطليق من قبله ليصح وصفها بانطلاق والإخبار به شرعا. والمحذوف لغوي كما مر والثاني أن الكلام لا يتغير بتصريح المقتضي وقد يتغير بتصريح المحذوف كما في قوله تعالى {واسأل القرية} . فإنه إذا صرح بالأهل الذي هو المحذوف يصير السؤال واقعا عليه ويتغير إعراب القرية من النصب إلى الجر والثالث أنه ليس من شرط المحذوف انحطاط رتبته عن المظهر لأنه ليس بتابع فإن الأهل ليس بتابع للقرية وشرط في المقتضي ذلك لأنه تبع. والرابع أنه في باب الاقتضاء يكون المقتضي (بالفتح) والمنصوص أعني المقتضي (بالكسر) مرادين للمتكلم كما في قوله أعتق عبدك هذا عني بألف يكون الإعتاق والتمليك مقصودين للآمر. وفي الحذف يكون المحذوف هو المراد دون المصرح به فإن المراد في السؤال في قوله تعالى {واسأل القرية} . هو الأهل دون القرية. والخامس أن المقتضي لا يقبل العموم عندنا والمحذوف يقبله عند من فصله عن المقتضي كما بين في كتب الأصول.

الأقلف: هو الذي لم يختن.

الأقانيم: جمع الأقنوم هو الأصل. وقال الجوهري أحسبها أي أظن أنها أي الأقنوم رومية وقيل إنها يونانية. اعلم أن النصارى أثبتوا الأقانيم الثلاثة التي هي الوجود والعلم والحياة وسموها الأب والابن وروح القدس. وزعموا أن أقنوم العلم قد انتقل إلى بدن عيسى [عليه] . وأنت تعلم أن التغاير لازم بين للانتقال والانفكاك فلزمهم إثبات الذوات القديمة المتغائرة المعلوم ولزوم الكفر المعلوم كفر فلذا حكمنا عليهم بالكفر. فلا يرد أنه لا يصح تكفيرهم لأن لزوم الكفر ليس بكفر بل التزام الكفر كفر. ووجه عدم الورود أنه لا نسلم أن لزوم الكفر ليس بكفر مطلقا. نعم لزوم الكفر الغير المعلوم ليس بكفر لكن ها هنا لزوم الكفر المعلوم لما ذكرنا أن التغاير لازم بين للانتقال والانفكاك وهم قائلون به فعالمون بالتغائر بالضرورة وإن سلمناه ونقول إن علة الكفر منحصر في الالتزام. فالجواب أنهم قائلون صريحا بآلهة وذوات ثلاثة لقوله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} . وها هنا تفصيل في كتب الكلام.

أقصر البعد: هو البعد المستوي ما بين جسمين ولا شك أنه يكون أقصر من الأبعاد المنحنية الآخذة من أحدهما إلى الآخر.

Página 104