Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Editorial
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Número de edición
الأولى، 1421هـ - 2000م
Géneros
تصديقيا. أو بمعنى اسم الفاعل ولهذا يطلق مجازا عقليا على الكلمة التي يطلب بها التصور أو التصديق كما يفهم من الشريفية في المناظرة. وإنما قلنا مجازا عقليا لأن المجاز العقلي كما يجري في الإسناد التام كذلك يجري في غيره على ما هو التحقيق. قوله يجري في غيره أي غير الإسناد التام كما في النسب الغير الإسنادية. ويفهم من بعض شروح سلم العلوم إن الكلمة التي يطلب بواسطتها التصور أو التصديق يسمى مطلبا بالكسر وإضافة المطلب إلى ما - وهل - وغيرهما بيانية إذا كان بمعنى الطالب أو اسم الآلة. وعليك أن تعلم أن كسر الميم غلط خلاف الرواية عن الجمهور كما نص عليه الفاضل الكجراتي نور الدين الأحمد آبادي في شرح التهذيب. وتحقيق المقام أن المطالب كثيرة والأصول منها ثلاثة والبواقي ترجع إليها. وقال بعضهم أربعة والبواقي راجعة إليها.
والشيخ الرئيس ذكر أن المطالب كثيرة منها مطلب - أين - وكيف - وأنى - وأيان - إلى غير ذلك. ومع قطع النظر عن الشيخ أقول إن كل واحد من المقولات التسع يقع مطلبا نعم إن بعضها كالفعل والانفعال ليس اللفظ المخصوص موضوعا لهما وأدوات الطلب - ما - ومن - وهل - ولم - وأين - ومتى - وأي - وإيان - وكيف.
وأمهات المطالب مطلب ما - ومطلب هل - ومطلب لم - ومن قال إنها أربعة قال هذه الثلاثة والرابع مطلب أي.
وتفصيل هذا المقام وتنقيح هذا المرام يقتضي شرحا وبسطا في الكلام. فاعلم أن كلمة ما على ضربين شارحة وحقيقية. أما الشارحة فهي التي يطلب بها تصور مفهوم الاسم وهو تصور الشيء بحسب مفهومه مع عدم العلم بوجوده في الخارج كما قيل. أو لوجوده النفس الأمري كما هو الحق فهذا التصور مطلب ما وهو أي التصور المطلوب بكلمة ما إما تصور يحصل ابتداء أو التفات يحصل ثانيا والأول مفاد التعريف الاسمي والثاني مفاد التعريف اللفظي. والفرق بينه وبين البحث اللغوي في التعريف اللفظي إن شاء الله تعالى. وإنما سميت شارحة لطلبها شرح مفهوم الاسم.
وأما الحقيقية فهي التي يطلب بها تصور الماهية التي علم وجودها النفس الأمري ولهذا صرحوا بأنه قد يتحد التعريف بحسب الاسم وبحسب الحقيقة إلا أنه قبل العلم بوجود المعرف يكون بحسب الاسم وبعد العلم بوجوده بحسب الحقيقة فالحيوان الناطق قبل العلم بوجود الإنسان تعريف بحسب الاسم وبعد العلم بوجوده بحسب الحقيقة. فمطلب ما الحقيقية هو تصور الشيء الذي علم وجوده. فالمعدومات كلها والموجودات التي لم يعلم وجودها تصلح أن تكون مطلب ما الشارحة دون الحقيقية. وإنما سميت حقيقية لطلبها الأمر الموجود وهو الحقيقة. والشيء باعتبار وجوده وثبوته يسمى حقيقة. وباعتبار أنه وقع في جواب سؤال ما هو وجد أو لم يوجد ماهية. وقد يطلقان بمعنى واحدا أعني ما به الشيء هو هو.
Página 123