وإلى الفضاءات المتمددة
Les espaces expansifs
والأشكال المفتوحة ، سيصبح السمة البارزة؛ ويسير في موازاة مع هذا كله اهتمام شديد بتصوير الخدع البصرية.
والواقع أن ما يسمح بوجود هذه الاختلافات بين الرسم في عصر النهضة وبين الرسم الباروكي لا ينحصر عند هذه المعطيات بمفردها؛ لأن الفن في عصر النهضة ينطلق أساسا من رؤية شاملة هدفها الجوهري تحري الحقيقة، في حين يتخذ في الباروك مظهرا بلاغيا
aspect rhétorique
بعد أن أصبحت غايته، ليست هي نقل الحقيقة، بل تحريفها أو تحويرها. ولذلك فإن ما أصبح يهم الرسامين الباروكيين بالدرجة الأولى هي الأشكال البلاغية التي تظهر عليها الأشياء، وهو ما يسير طبعا بشكل منسجم مع الأسلوب الباروكي الذي يعتبر الفن وسيلة إيحاء واستهواء، الأمر الذي سيسمح في المقابل بجذب التعبير الفني إلى دائرة المظهر والزيف.
نفس المبدأ المعادي لفكرة التمثيل، هو الذي نجده عند ماجريت، لكن على مستوى آخر لا يقضي نهائيا على مفهوم التمثيل في حد ذاته، بقدر ما يقضي على فكرة الانعكاس والشفافية التي اقترنت دائما في الفكر الكلاسيكي وفي فن الرسم التقليدي بأسمى درجات التمثيلية؛ ففي كثير من أعمال ماجريت يحضر موضوع المرآة التي لا تعكس الواقع بل تنتج ما تشاء دونما التزام بقواعد الانعكاسية. إن مرايا ماجريت لا تعيد إنتاج موضوعاتها وفق مبادئ التمثيلية التي تأسس عليها فن الرسم الكلاسيكي، بل إنها تعمد إلى خلق عوالمها الخاصة، بما فيها الواجهات الخفية التي لا تستطيع المرايا الواقعية التقاطها، مما يعطي الانطباع منذ الوهلة الأولى بأننا لم نعد أمام مرايا تنسخ الأشياء كما هي ولا أمام تمثيلات حقيقية، بل أمام قوة شيطانية
Une force diabolique
توالي خلق السمولاكرات، وتوسع الهوة بين موضوعات الرسم وموضوعات الواقع.
لا يتعلق الأمر هنا بخدع بصرية كما هو مألوف في الرسومات الباروكية، وإنما يتعلق بماهية الرسم التي غدت تحتل مع ماجريت منزلة مغايرة؛ ففي لوحة «المرآة الزائفة»
Página desconocida