هل يمكن بهذا المعنى إذا أن نتجاوز حد السياج والانغلاق
clôture
الذي ضربه هيجل على الفكر من بعده؟ مع فكر الاختلاف ستتطور الفلسفة عبر هوامشها، عبر «تفتيت الخط الذي يفصل بين نص وهامشه» (دريدا)، أو «جعل تاريخ الفلسفة مشابها لعملية رسم البورتريه في فن الرسم» (دولوز)، أو «أن نتحدث في لغة الذات عن قيمة الآخر» (فوكو). كان «فكر الاختلاف» في أوانه يبدو غريبا فلم ينتبه إليه لكنه ما لبث أن أصبح شعارا لجيل وعصر بأكمله، يقول دولوز: «إن ما حاولت أن أقوم به في هذا الميدان من جانبي استقبل بصمت كبير في أوساط اليسار الفرنسي المثقف، وإنه فقط بعد 1968م، أخذت هذه الأسئلة دلالتها.»
89
ستحتل مقولة الاختلاف مكانة هامة، وسيكون لها حضور قوي في كتابات كل فلاسفة ما بعد البنيوية، بوصفها مقولة مؤسسة ينبني عليها العديد من الرؤى في ميادين متباينة، عند كريستيفا
Kristeva
وبارت ودريدا في النقد الأدبي، وعند بودريار في تحليله لوسائل الإعلام، وعند دولوز وجاتاري وليوتار في نقدهم وقراءاتهم للفلسفات الكلاسيكية، وفي تصوراتهم الأنطولوجية والفنية.
الفصل الثالث
التجربة الجمالية ما بعد الحداثية
شعار الحركة المناهضة لثقافة ما بعد الحداثة.
Página desconocida