ثم قال الكرماني تعقيبا على جواب الخطيب: «وهذا جواب حسن، إن رضيت به كفيت مؤنة السهر إلى السحر» (٢٩) .
ولا يزال الثناء والتقدير مستمرين على الخطيب وكتابه الجليل من العماء في كل عصر، كلما جاءت مناسبة ذلك.
وقد نوه الشيخ الزرقاني - في عصرنا الحاضر- بمكانة الخطيب أثناء كلامه عن أسلوب القرآن في كتابه الممتع «مناهل العرفان في علوم القرآن» حيث قال:
«ولعلمائنا الأفاضل - أكرمهم الله- أذواق مختلفة في استنباط الفروق الدقيقة بين استعمال حرف أو كلمة، مكان حرف أو كلمة، ومن السابقين في حلبة هذا الاستنباط الخطيب الإسكافي المتوفي سنة ٤٢٠هـ (٣٠) في كتابه درة التنزيل وغرة التأويل، وهاك مثالا منه يفيدنا فيما نحن فيه، إذ
٢٢
يتحدث عن سر التعبير بالفاء في لفظ «كلوا» من قوله سبحانه في سورة البقرة [٥٨]: (وإذ قلنا ادخلو هذه القرية فكلوا منها حيث شأتم)، وعن سر التعبير بالواو لا بالفاء في لفظ «كلوا» أيضا، من قوله سبحان في سورة الأعراف [١٦١]: (وإذا لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث
1 / 37