231

La perla del buceador en las ilusiones de los particulares

درة الغواص في أوهام الخواص

Investigador

عرفات مطرجي

Editorial

مؤسسة الكتب الثقافية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Ubicación del editor

بيروت

الْمَعْنى: كَانَ الله لَك خَليفَة مِنْهُ، وَلَفْظَة أخلف الله عَلَيْك تسْتَعْمل فِيمَا يُرْجَى اعتياضه، ويؤمل استخلافه.
[٢٠٥] وَكَذَلِكَ لَا يفرقون بَين معنى مخوف ومخيف، وَالْفرق بَينهمَا أَنَّك إِذا قلت: الشَّيْء مخوف كَانَ إِخْبَارًا عَمَّا حصل الْخَوْف مِنْهُ، كَقَوْلِك: الْأسد مخوف وَالطَّرِيق مخوف، وَإِذا قلت: مخيف كَانَ إِخْبَارًا عَمَّا يتَوَلَّد الْخَوْف مِنْهُ، كَقَوْلِك: مرض مخيف، أَي يتَوَلَّد الْخَوْف لمن يُشَاهِدهُ
[٢٠٦] وَمن هَذَا النمط أَيْضا انهم لَا يفرقون بَين أَو وَأم فِي الِاسْتِفْهَام، فينزلون إِحْدَاهمَا منزلَة الْأُخْرَى، فيوهمون فِيهِ، لِأَن الِاسْتِفْهَام بِأَو يكون عَن أحد شَيْئَيْنِ، فَينزل قَوْلهم: أَزِيد عنْدك أَو عَمْرو منزلَة قَوْلهم: أأحد هذَيْن الرجلَيْن عنْدك فَهَذَا أوجب أَن تجيب عَنهُ بنعم أَو بِلَا، كَمَا لَو قيل لَك: أاحدهما عنْدك والاستفهام بِأم وضع لطلب التَّعْيِين على أحد الشَّيْئَيْنِ، فتعادل أم مَعَ الْهمزَة لَفْظَة أَي، وَلذَلِك وَجب أَن يُجَاب بِأحد الاسمين، كَمَا لَو قيل: أَيهمَا عنْدك
قَالَ شَيخنَا أَبُو الْقَاسِم الْفضل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ: فَكَانَ تَرْتِيب الِاسْتِفْهَام أَن يستفهم الْإِنْسَان فِي مبدأ كَلَامه بِأَو، ثمَّ يعقب بِأم، لِأَن تَقْدِير قَوْلك: أَزِيد عنْدك أم عَمْرو أَي قد علمت أَن أَحدهمَا عنْدك، فَبين لي أَيهمَا هُوَ
[٢٠٧] وَمِمَّا يمتزج بِهَذَا الْفَصْل أَيْضا أَنهم لَا يفرقون بَين قَوْلهم: مَا أَدْرِي أأذن أم أَقَامَ، وَأذن أَو أَقَامَ وَالْفرق بَينهمَا أَنَّك إِذا نطقت بِأم فِي هَذَا الْكَلَام كنت شاكا فِيمَا

1 / 239