204

La perla del buceador en las ilusiones de los particulares

درة الغواص في أوهام الخواص

Investigador

عرفات مطرجي

Editorial

مؤسسة الكتب الثقافية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Ubicación del editor

بيروت

فالفعل الأول من الْوَاو وَالثَّانِي من الْيَاء.
وَمثله قَوْلهم للمعرض عَنْك: هُوَ يلهو عَن شغلي، وَوجه الْكَلَام يلهي لِأَن الْعَرَب تَقول: لَهَا يلهو من اللَّهْو، ولهى عَن الشَّيْء يلهى إِذا شغل عَنهُ، وَمِنْه الحَدِيث: إِذا اسْتَأْثر الله بِشَيْء فالهَ عَنهُ وَجَاء فِي الْأَثر أَيْضا: إِذا وجدت البلل بعد الْوضُوء فالهَ عَنهُ، أَي أعرض عَنهُ.
[١٧٨] وَيَقُولُونَ: فعلته مجراك، فيحيلونه فِي بنيته ويحرفونه عَن صيغته، لِأَن كَلَام الْعَرَب: فعلته من جرّاك، وَفِي الحَدِيث: أَن امْرَأَة دخلت النَّار من جرّا هرة، ربطتها فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض
وَمعنى قَوْلهم: فعلته من جرّاك أَي من جريرتك، كَمَا أَن معنى قَوْلهم: من أَجلك، أَي من كسبك وجنايتك، وَعَلِيهِ فسر قَوْله تَعَالَى: ﴿من أجل ذَلِك كتبنَا على بني إِسْرَائِيل﴾، وَالْعرب تَقول: فعلته من أَجلك وإجلك، بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا، وفعلته من أَجلك وجرّاك وجرائك بِالْقصرِ وَالْمدّ، وَأنْشد اللحياني شَاهدا على هَاتين اللغتين فِيهِ:
(أَمن جرّا بني أَسد غضبتم ... وَلَو شِئْتُم لَكَانَ لكم جوَار)
(وَمن جرائنا صرتم عبيدا ... لقوم بَعْدَمَا وطئ الخبار)

1 / 212