٢٣ - وَذَكَرَ البخاريُّ في صحِيحِه، أَنَّ النَّبيّ ﷺ لَمَّا ذَكَرَ هذا المنام لأَصْحَابِهِ، هَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ مِنْهُمْ قِبَلَ المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قِبَلَ المدينة، فَقَالَ لَهُ رسول الله ﷺ: «عَلى رِسْلِكَ؛ فَإِني أرجو أَنْ يُؤْذَنَ لِي»، فَقَالَ أبو بَكْر: وَهَلْ ترجو ذلك - بأبي أنت وأمي -، قَالَ:
«نَعَمْ»، فَحَبَسَ أبو بكر نَفْسَهُ على رَسُولِ اللهِ ﷺ لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ راحِلتيْن كانتا عِنْدَهُ الخَبَطُ (^١) أربعة (^٢) أشهر.
قَالَتْ عائشةُ ﵂: بينما نَحْنُ يومًا جلوسٌ في بَيْتِ أبي بَكْرٍ في نَحْرِ الظَهيرةِ، قَالَ قائلٌ لأبي بكر: هذا رسولُ الله ﷺ متقنعًا، في ساعةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتينا فيها، قَالَ أبو بَكْر: فِداك (^٣) أَبي وَأُمّي، وَاللهِ ما جَاءَ بِهِ في هَذِهِ الساعةِ إلا أَمر.
[قالت] (^٤): فَجَاءَ رسولُ الله ﷺ، فاستَأذَنَ فَأَذِنَ له، فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ لأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكْ». فَقَالَ أبو بَكْرٍ: إنَّما هُمْ أَهْلُكَ-بِأَبي أَنْتَ-.
قَالَ: «[فَإِنَّي] (^٥) قَدْ أُذِنَ لي في الخُروجْ». فَقالَ أبو بكر [٧/أ]: الصحابَة - بأَبي أَنْتَ وأُمي يا رَسُول الله -، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «نَعَمْ»، [قَالَ أبو بَكْر] (^٦): فَخُذْ