١٠١ - وأما أنس بن النضر فإنه جاء إلى المهاجرين والأنصار وقد أَلْقَوْا [ما] (^١) بأيديهم، فَقَالَ: «ما يُجْلِسُكُم؟ قالوا: قُتِلَ رسولُ الله ﷺ، وكَانَ الشيطانُ قد نادى بذلك، وَفَقَدَهْ المسلمون؛ لاختلاطِهِم فلم يَعْرفُوه، فَقَالَ لهم أَنَس: فمَا تصنعون بالحياةِ بَعْدَهُ؟ قوموا فموتوا على ما ماتَ عليه، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَجِدُ ريحَ الجَنَّةِ دونَ أُحُدْ، فمضى [١٩/ب] فاستقبلَ المشركين، فقاتل حتى قتل، ولما وَجَدُوهُ في القتلى ما عرفوه، حتى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ بشامةٍ أو ببنانِهِ، وفيه بضعُ وثمانون؛ مِن طعنةٍ وضربةٍ ورميةٍ بسهم» (^٢).
١٠٢ - وأمَّا سعدُ بنُ الربيع؛ فَإِنَّ النبي الله ﷺ قال: «مَنْ (^٣) رَجُلٌ يَنْظُرُ لِي مَا فَعَلَ سَعْدُ بنُ الرَّبِيعِ؛ أَفِي الأَحْيَاءِ هُوَ أَمْ في الأَمْوَاتِ»، فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل. فَنَظَرَ فَوَجَدَهُ جريحًا في القتلى فيه رَمَقْ، قَالَ: فَقُلْتُ له: إنَّ رسولَ الله ﷺ أَمَرَني أَنْ أَنْظُر؛ أَفي الأحياءِ أَنْتَ أَمْ في الأمواتِ،