141

La perla preciosa en los nombres de los autores

الدر الثمين في أسماء المصنفين

Investigador

أحمد شوقي بنبين - محمد سعيد حنشي

Editorial

دار الغرب الاسلامي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩م.

Ubicación del editor

تونس

Géneros

محمد بن يزيد المبرّد البصريّ الأزديّ، أبو العباس (١). كان أعلم أهل زمانه بالنّحو والغريب، حدّث أحمد بن حرب (٢) أنّ المتوكّل قرأ بحضرة الفتح بن خاقان قوله تعالى: ﴿وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ﴾ (٣) بفتح الهمزة، فقال له: بالكسر، فتتابعا على عشرة آلاف دينار، وتحاكما إلى يزيد بن محمد المهلّبيّ، فقال: يقبح أن يخلو باب أمير المؤمنين من عالم يرجع إليه. فقال المتوكّل: سلوا لنا من أعلم الناس بالنّحو؟ فقيل له: أبو العباس المبرّد بالبصرة، فأمر بإحضاره، فأشخص مكرّما، قال المبرّد: فلمّا وصلت سرّ من رأى أدخلت على الفتح بن خاقان، فقال: يا بصري، كيف تقول ﴿وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ﴾ بالفتح أو بالكسر؟ فقلت: بالكسر، وهو الجيّد المختار، وذلك أنّ أوّل الآية ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ باستئناف جواب الكلام المتقدّم، قال: صدقت. . وركبت إلى دار أمير المؤمنين فعرّفه قدومي، وطالبه بدفع ما تخاطرا عليه، فأمر بإحضاري، فلمّا وقعت عين المتوكّل عليّ، قال: يا بصري، كيف تقرأ هذه الآية ﴿وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ﴾ بالكسر أو بالفتح؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أكثر الناس يقرءونها بالفتح. فضحك المتوكّل وقال: أحضر يا فتح المال، فقال: يا مولانا، والله قال لي بخلاف ذلك. فقال: دعني من هذا وأحضر المال، فلمّا خرجت أتتني رسل الفتح فأتيته، فقال: يا بصري، أول ما ابتدأتنا به الكذب، فقلت: ما كذبت والله، قال: وكيف وقد قلت

(١) ترجمته في: طبقات الزبيدي:١٠١، والفهرست:٩٢، وتاريخ بغداد:٣/ ٣٨٠، والمنتظم:٦/ ٩، ومعجم الأدباء:٢٦٧٨، وإنباه الرواة:٣/ ٢٤١، ووفيات الأعيان: ٤/ ٣١٣، وسير أعلام النبلاء:١٣/ ٥٧٦، والوافي بالوفيات:٥/ ٢١٦، ولسان الميزان: ٥/ ٤٣٠، والنجوم الزاهرة:٣/ ١١٧، وبغية الوعاة:١/ ٢٩٦. (٢) أحمد بن حرب المهلبي صاحب الطيلسان ينظر في: إنباه الرواة:٣/ ٢٤٣، وله أخبار في زهر الآداب:٢/ ٥٩١. (٣) الأنعام: آية ١٠٩.

1 / 147