385

Durr Manzum

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

Géneros

Fiqh chií

منها أنكم بسلامتكم ما صنتم الصديق، ولا رعيتم حقه الأكيد الوثيق، وكيف تكتبون وتصرحون بأن حالنا وحالكم واحد، وأن جهاتنا محترمة مصونة، ثم يتفق مثل هذا في حق أهل الوداد، وينتهك حرمة البلاد، ويتغلب على أقطار منها وأوتاد، ومنها أنه جرى بهذا خلف في الوعد، ونقض للعقد، وأنتم أحق الناس بالوفاء وأحراهم بحفظ الحقوق، ومجانبة العقوق، وحسن الصفاء، ومنها أنه عظم في أعينكم ما ليس بشيء ولا يعد شيئا بالنظر إلى حالكم وبلادكم، وأمصاركم، وبواديكم، فإن معكم من الأقطار، والبوادي والأمصار، ما يجل عن الإنحصار، فوقع منكم الحد في هذه البلاد الضعيفة القليلة، إلى تلك الجهات الواسعة الجليلة، فكان الأمر كما ضرب به المثل في كريم الكتاب: ?فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب? [ص:23]، ومنها أنكم أشمتم بذلك الأعادي، وأدخلتم به(1) المسرة إلى قلوبهم، فقد كانوا ظنوا اتحاد الحال، ونالهم من ذلك ما قد نال، فانكشف لهم أن البرق خلب وأن السحاب كهام، وأنه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء يسقي الأوام، وغير هذه المعاني وغيرها ممالا ينبغي فيه تطويل الكلام، فأنتم بحمد الله من أهل الحجور الراجحة والأفهام، وقد عولنا على بعض خواص الأشياع في الوفود عليكم، وتبليغ هذه الألوكة (2) إليكم، وأخذ الأمر من عين صافية، وطلب إجابة صريحة كافية، فإن يكن إلى بقاء المودة سبيل، ولكم على حسن الملائمة تعويل، أنجزتم الأمر، وجبرتم الصدور، وفعلتم ما يسر الصديق، ويسوء العدو على التحقيق، وإن يكن خلاف ذلكم عندكم أرجح، وسبيله أوضح، فلكم في ذلك حسن النظر، وما مثلكم من ينبه بطرق الحصى والحجر، والله سبحانه خير من أعان ونصر، وإليه المرجع ولديه المستقر، نسأل الله أن يصلح الأمر، ويدفع الشر،

Página 411