على أنا نعارض مولانا حفظه الله تعالى، فنقول : ألسنا نعلم ضرورة من حال الصحابة القول بأنه لا إله إلا الله واعتقاد ذلك، فلا بد من (بلى) فيقال: كيف يعلم ذلك من حالهم ضرورة من لا يعرفهم ولا يعرف أعدادهم ولا أسماءهم ولا أعيانهم؟! وجوابه جوابنا في هذا عليهم.
قوله: وكيف تفيد قرائن الأحوال العلم بالعقائد... إلى آخره.
قلنا: وأي مانع من ذلك، فإنه معلوم الصحة من غير تردد، ألا ترى أن أحدنا إذا جادل على تصحيح أمر وعلمنا من شاهد حاله أنة غير مروي(1) في ذلك، فإنا نعلم أنه معتقد لذلك الأمر بلا شك، وأما الفرق بين المرادات والعقائد في ذلك فهو غير واضح ولا وجه له.
قوله: لأن قوة الدليل بحسب إفادته للعلم وإيصاله إلى مدلوله، فإذا كان موصلا إلى العلم فلا معنى لكون غيره أقوى منه.
قلنا: بل له معنى وهو سرعة إيصال الأقوى لا العلم(2)، لقرب مقدماته وسلامته من التشغيب، وبذلك تظهر المزية لأحد الدليلين على الآخر، وإن اشتركا في كونهما موصلين إلى العلم، وقد جرت بمثل ما ذكرناه عادة العلماء والمصنفين في كتبهم، فلا وجه لإنكاره.
قوله: على أنه سيتضح كون هذا الدليل أقوى أدلة هذه المسألة، وأن المدعى كونه أقوى منه أضعف منه.
قلنا: وسيتضح أن الأمر كما ادعينا، وأن الحق ما قلنا.
قوله: نكتة الأقرب عندي أن الإجماعات المروية المدعى فيها كونها يقينية[قطعية](3) على وجوه... إلى آخره.
Página 312